المنشورات

تحية جريدة السنة

قال الشاعر هذه القصيدة تحية لجريدة (السنة) إحدى جرائد جمعية العلماء.
نشرت فيها سنة 1933.
•---------------------------------•
تحر أساس العدل إن كنت شائدا …*… فما كان طاغ قائم الركن سائدا
تنفس فجر الحق حولك صادقا …*… أغر فما غر العيون الرواقدا؟
وما بال أفناء الحضارة أقفرت …*… من الانس واكتضت وحوشا أوابدا
وما بال ورقاء الحمى مستطارة …*… يطاردها نيف وسبعون صائدا؟
على أنها بين النبال سليمة …*… فما عدمت عنها من الله ذائدا
أرى غلمة تذكي من النار فتنة …*… وتسدى شباكا للأذى ومكائدا
وجوا من الغارات أغبر عاصفا …*… بكل جناح بارق السحب راعدا
وفي كل مغنى رنة ومناحة …*… وشكوى بلا جدوى تذيب الجلامدا
وأفجر أعداء البلاد خصومة …*… أقارب تستعدي عليها الأباعدا
غذيري من ذي عادة وثنية …*… يحيل على الإسلام فيها الشواهدا
هلم إلينا أيها الخصم نحتكم …*… إليه ونستعرض عليه العوائدا
فما كان منها سنة كان صالحا …*… وما كان منها بدعة كان فاسدا
أضلك ليل من هوى بت ترتمى …*… مصادر في ظلمائه ومواردا
ولا صبح إلا سنة نبوية …*… فمحص بها الآراء واجل المقاصدا
وحولك أسياف لها وأسنة …*… تقارع عنها المحدثات الزوائدا
رجالات إخلاص لها ومبرة …*… بها وذوو عزم يدك الشدائدا
يريدون وجه الله فيما تسننوا …*… به لا يريدودن الرشى والفوائدا
وما الناس إلا كالنقود فزنهم …*… بنياتهم إن كنت للناس ناقدا
وحسبك من سعى ابن آدم كاشف …*… عن القصد مهما كان للقصد جاحدا
أفدني فما تعيى الحقيقة جاهلا …*… يحاول تمحيص الحقيقة جاهدا
أفدني برأي في النيابات هل حوت …*… أساود في قاعاتها أم وسائدا؟
وإلا فما تلك السموم التي سرت …*… فمن ذاق منها طأطأ الرأس هامدا؟
ألم يأتها أن المعابد حجرت …*… على الذاكرين العامرين المعابدا؟
وكم من مئاو أو مكاتب عطلت …*… على أنها تهدى البنين المراشدا
فيا نائبا ناب البلاد بحادث …*… وخلف شعبا قائما فيه قاعدا
على أي ظهر كنت سوطك منزلا …*… وفي أي نحر كنت سيفك غامدا
ومالك ترغي في النيابة موعدا …*… ألم تك من قبل النيابة واعدا
ويا مجلس النواب إنك قاطع …*… يدا كنت منها لو تبينت ساعدا
فويحك ما هذا الجفاء الذي طغى …*… عليك فلم تنفك كالصخرجامدا
تلمس فيك العون شعبك حائرا …*… ولما تزل عن عون شعبك حائدا
دعا واستعان ابن البلاد فليته …*… دعا مستجيبا واستعان مساعدا
ويا دولة سادت على الأرض حقبة …*… وشادت على أس الاخاء المحامدا
عهدناك قدما دولة- لائكية …*… فكيف حرمت المسلمين المساجدا؟
ولا تنكري حول الإدارات أنة …*… وعتبا وشعبا بين ذلك واجدا
وردي علينا الذكر في كل مسجد …*… فما زال فرضا في المساجد آكدا
ثقي أن بيت الله ما دام معبدا …*… لنا تحت حكم الله ما دام واحدا
ويا أيها الداعي إلى الله لا تهن …*… ولا يك في البأساء صبرك نافدا
تعز بوفد اليسر بعد فإنني …*… أرى اليسر بعد العسر لا شك وافدا
وفي سبل الدنيا زبى ومصاعد …*… فسر حيث لا تلقى الزبى والمصائدا
تصادف إقبالا من الشعب رائجا …*… وتصحب توفيقا من الله زائدا
ويا أيها الشعب اتخذ لك أعينا …*… من الحزم واستشرف حقوقك ناشدا
ومن أخذل الخذلان أنك فاقد …*… ولاءك مزهو بكونك فاقدا
تناس أو انس الحقد وامش سوية …*… على المهل لا تعتص عليه معاندا
وكن حيث كان الحق تخلد خلوده …*… وما كان غير الحق في الأرض خالدا














مصادر و المراجع :

١- ديوان محمد العيد آل خليفة

المؤلف: محمد العيد بن محمد علي خليفة (المتوفى: 1399هـ)

الناشر: دار الهدى، عين مليلة - الجزائر

عام النشر: 2010

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید