المنشورات

ختمت كتاب الله

نشرت في مجلة الشهاب (العدد الخاص بختم تفسير القرآن الكريم) سنة 1938
•---------------------------------•
بمثلك تعتز البلاد وتفتخر …*… وتزهر بالعلم المنير وتزخر
طبعت على العلم النفوس نواشئا …*… بمخبر صدق لا يدانيه مخبر
نهجت لها في العلم (نهج بلاغة) …*… ونهج مفاداة كانك (حيدر)
حبتك عمالات الجزائر حرمة …*… مشرفة عظمى بها أنت أجدر
ففي كل وفد راشد لك دعوة …*… وفي كل حفل حاشد لك منبر
يراعك في التحرير أمضى من الظبى …*… وأقضى من الاحكام أيان يشهر
ودرسك في التفسير أشهى من الجنى …*… وأبهى من الروض النضير وأبهر
ختمت كتاب الله ختمة دارس …*… بصير له حل العويص ميسر
فكم لك في القرآن فهم موفق …*… وكم لك في القرآن قول محرر
قبست من القرآن مشعل حكمة …*… ينار به السر اللطيف ويبصر
وبينت بالقرآن فضل حضارة …*… أقر لها كسرى وأذعن قيصر
حكيت (جمال الدين) (1) في نظراته …*… كان (جمال الدين) فيك مصور
وأشبهت في فقه الشريعة (عبده) (2) …*… فهل كنته أم (عبده) فيك ينشر
أعد يا ابن باديس الحديث وأبده …*… بأنعمك اللاتي بها أنت تؤثر
(قسمنطينة) اعتزت بأن وفدوها …*… على الخير فيها والهدى تتجمهر
وفود سلام لا وفود خصومة …*… تبشر فيها بالرضى وتبشر
وتهدى إلى (عبد الحميد) تحية …*… كزهر الربى أو أنها منه أعطر
وتهنئة منها بختم مفسر …*… من القول لا يسمو عليه مفسر
فواصل غر كالنجوم مطالعا …*… بها يهتدي للحق من يتحير
وصحف من الله الكريم كريمة …*… مطهرة فيها كلام مطهر
أقام لنا (عبد الحميد) أدلة …*… على علمها الجم الذي ليس يحصر
أبان الهدى فيها لن يبتغي الهدى …*… وساق بها الذكرى لمن يتذكر
لقد ناهز الخمسين في العمر دائبا …*… على الجد لا يشكو ولا يتضجر
قضى ربع قرن ينشر العلم صابرا …*… على عقبات ما عليهن يصبر
وربي في ظل السعادة مقبلا …*… على العلم يرعى شخصه ويقدر
بدوحة عز "للمعز" رفيعة …*… على الدوح صلب فرعها ليس يكسر
قسنطينة اهتزي سرورا وغبطة …*… بأنك ثغر للصناديد يثغر
وإنك منحى للمكارم ينتحى …*… وانك دار للعلوم تدير
وإنك مجلى للطبيعة يجتلى …*… ومنظرة منها إلى الكون ينظر
نباتك ريحان وأرضك جنة …*… وصخرك مرجان وماؤك كوثر
على طودك الأسمى قناطر ضخمة …*… بها يقطع الوادي إليك ويعبر
وفي دورك العظمى مآثر جمة …*… اذا هد منها مأثر جد مأثر
وفي ظلك الأحمى معابد فخمة …*… معظمة فيها الشعائر تكبر
فيا جامعا مثل المنارة لامعا …*… تنور فيه الحق من يتنور
ويا مسجدا للعلم أسس والتقى …*… وبالوعظ والإرشاد ما زال يعمر
وبيتا يعز الله من بفنائه …*… يذل ويخزي الله من يتكبر
أبن عن جمان فيك ينظم خالصا …*… ودر كريم في رحابك ينشر
همى بك غيث (لابن باديس) هاطل …*… فأنت به ريان كاسمك (أخضر)
أرى (الأزهر) المعمور فيك محددا …*… كما كان يحميه (المعز) وجوهر
كأنك يوم الختم في الأرض جنة …*… مفتحة أنهارها تتفجر
سلام على العلم الذي فيك يبتغى …*… سلام على المجد الذي فيك يذكر
سلام على الدرس الذي فيك يغتدى …*… اليه من الفج العميق ويحضر
سلام على الناس الذين به اهتدوا …*… الى آية (الناس) التي فيه تظهر
سلام على ثاني الربيعين انه …*… كأوله في أشهر العام أنور
سلام على (كلية الشعب) إنها …*… تحف بأنصار السلام وتخفر
سلام على شيب على الخير تلتقى …*… بها وشباب للمبرة يسهر
فيا محفلا ما مثله اليوم محفل …*… حوى معشرا ما مثله اليوم معشر
به حلل بيض وسود كثيرة …*… وفيه رؤوس كاسيات وحسر
نظيرك يرقى بالبلاد ويعتلى …*… ومثلك يحظى بالمراد ويظفر
أفيدك بالقول الذي ليس يفترى …*… وأمحظك النصح الذي ليس ينكر
صل العرب العرباء واحم لسانهم …*… فإنك من أصلابهم تتحدر
وسر في طريق الراشدين على الهدى …*… فكل طريق غيرها لك معثر
فهم أسوة الخلق التي يهتدى بها …*… وهم صفوة الله التي لا تكدر
وهم مثلي العليا الذين بفضلهم …*… أتيه على كل الأنام وأفخر
تدبر كتاب الله ان كنت أهله …*… فأهل كتاب الله من يتدبر
تغن به واجلب به الأنس مزهرا …*… من الخلد لا يحكيه في الأرض مزهر
تعاهد مع القرآن وأب تغيرا …*… ألست ترى القرآن لا يتغير
فأعرض عن الخلق الذي فيه يزدرى …*… وأقبل على الخلق الذي فيه يشكر
وأقدم على خير المساعي مضحيا …*… ولا تك فيها خائفا تتحذر
اذا كنت حزب الله سرا وجهرة …*… فثق أن حزب الله لابد ينصر
وثق أن للإسلام غابا كثيرة …*… اذا غاب منها قسور ناب قسور
وثق أن في أرض الجزائر أمة …*… تيسر سعيا للعلى وتسير
وثق أن للتاريخ حكما مؤخرا …*… وكم نسخ الأحكام حكم مؤخر
وثق أن ملك الأرض غير ممهد …*… لمن بات فيها بالهوى يتأمر
فمن سامها بالجور هاج عبادها …*… ولم يحمه منهم سلاح وعسكر!
ومن ساسها بالعدل ساد بلادها …*… كما ساد ذو القرنين أو بختنصر
فيا شعب لا يحزنك أنك تبتلى …*… وانك تقصى عن علاك وتقصر
فنحن الأساطين التي بك تعتلي …*… ونحن الأساطيل التي بك تمخر
ونحن الرجال الثابثون عقيدة …*… على المبدإ الأسمى الى حين نقبر
نقودك مأمون المسالك سالما …*… الى حيث لا تشقى ولا تتضرر
ونطلب بالقول الصريح حقوقنا …*… ولكننا في القول لا نتهور
ونرضى بحكم الله في كل موقف …*… فلا نكثر الشكوى ولا نتطير
فثابر على الحق الذي أنت طالب …*… فإنك في تضييعه لست تعذر
ولا تؤذ من آذاك فالحلم مورد …*… هنييء مرىء لم يسؤ منه مصدر
وكن مستميتا في جهادك ثابتا …*… وان كنت بالجلى الرصيدة تنذر
وان تكن الجلى عليك كبيرة …*… فحسبك فيها الله والله أكبر!
















مصادر و المراجع :

١- ديوان محمد العيد آل خليفة

المؤلف: محمد العيد بن محمد علي خليفة (المتوفى: 1399هـ)

الناشر: دار الهدى، عين مليلة - الجزائر

عام النشر: 2010

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید