المنشورات

وداع الحجاج

نشرت في جريدة البصائر سنة 1938م.
•---------------------------------•
استقبلوا وجه الحجاز وسيما …*… واستنشقوا روح الاله نسيما
البحر رهو كالخميلة منظرا …*… والجو صحو كالزجاج أديما
والمسلمون يودعون بأنفس …*… مشتاقة ركبا أبر كريما
والروح تحت العرش يسأل ربه …*… للركب حفظا أو يؤوب سليما
والبيت يرتقب الحجيج مرحبا …*… ويعد نزلا للحجيج عظيما
يا موكبا لبى نداء إلاهه …*… ومحمد وأبيه إبراهيما
ستحج في كنف الالاه وظله …*… بيتا عزيزا في البيوت قديما
الرسل والأملاك طافوا حوله …*… والطيبون من البرية خيما
منه استهل هدى الاله مباركا …*… وعليه حل رضى الاله عميما
أحرم له قبل النزول ملبيا …*… فلكم حمى عند النزول مضيما
واستق اليه الهدي دونك مشعرا …*… واقصد به التكبير والتعظيما
واذا وصلت لذي طوى قم فاغتسل …*… وادخل ذليلا من كداء حشيما
فهنالك البيت الذي لجلاله …*… عنت الخلائق سيدا وخديما
كبر وطف بالبيت مستلما وقف …*… خلف المقام لركعتيه مقيما
والى الصفا والمروة أغد مجشما …*… في المسعى نفسك جهدها تجشيما
واخبب كهاجر يوم خلفت ابنها …*… ملقى من الظمإ الشديد سقيما
فاذا الاله يدر عينا ثرة …*… لابن الخليل وزوجه تكريما
واحضر اذا خطب الامام فكن لما …*… يلقى الامام من العظات فهيما
وانزل منى وارحل لتشهد موقفا …*… للخلق يبدو الحج فيه فخيما
عرفات ميعاد الدعاء فسل بها …*… ربا بتلبية الدعاء زعيما
نادى العباد لها لنيل هباته …*… من لم يجب حرم الهبات وليما
فاذا ازدلفت فرم هنالك مشعرا …*… لوقوف مثلك فيه قبلك ريما
واعمد الى الساحات فالتقط الحصى …*… وبها ارم شيطانا هناك رجيما
حتى اذا أتممت حجك ناحرا …*… ومحلقا طف تحمد التتميما
وانهل بزمزم نهلة عدنية …*… كالشهد كان مزاجها تسنيما
ثم ارتحل صوب المدينة إنها …*… لمحمد كانت حمى وحريما
فزر الرسول وصاحبيه بمسجد …*… كالروض رف نضارة ونعيما
تتنزل الرحمات في ساحاته …*… غدقا وتنتشر الطيوب شميما
قل للمريدين المدينة منهلا …*… الموردين بها نفوسا هيما
حيوا بها الأنصارفي أجداثهم …*… وعلى الرسول فسلموا تسليما
وعلى الألى معه إليها هاجروا …*… من بعد ما سيموا الهوان وسيما
وتجرعوا البلوى بمكة والأذى …*… وتحملوا التجويع والتأويما
لا يهمل الله الصنيع فذكرهم …*… دان وأن نأت الجسوم قديما
سل عنهم البيت الحرام فإنه …*… ببلائهم في الفتح كان عليما
عادوا اليه فعاد مظهر حجه …*… محضا من الدين الحنيف صميما
من للقصي بأن يطوف به وأن …*… يرد المدينة زائرا فيقيما
نبذته أمواج القضاء بموطن …*… مثل العراء فعاش فيه مليما
الشوق جنح قلبه فسما به …*… والضر حطم جسمه تحطيما
يا مك واسمك خير أسماء القرى …*… عند الندا وألذها ترخيما
هل يعلم الحجاج فيك لم التقوا …*… وعلام جاءوا ينسلون وفيما؟
إن الذي فرض الفروض عليهم …*… بالحق كان ولن يزال حكيما
الحج عنوان الاخاء مكبرا …*… الحج منهاج الولاء قويما
الحج مدرسة التعارف شادها …*… رب الورى وأدارها تعليما
قل للذين من الجزائر حزموا …*… صوب الحجاز رحالهم تحزيما
الراكبين له الحديد بهيمة …*… والخائضين له الظلام بهيما
أدوا الى أهل الحجاز تحية …*… وأقروا سلاما زاكيين رقيما
الله بالإسلام ألف بيننا …*… قدما ووحد أرضنا إقليما
بالأمس كنا ظاهرين على العدى …*… ومرغمين أنوفهم ترغيما
واليوم نسعى بعد فقد فخارنا …*… أن نستعيد فخارنا ونديما
واذا رغبت الى جسيم في المنى …*… فاركب اليه من الأمور جسيما
حث الخطى للعز واسلك نهجه …*… ولو أن نهج العز كان جحيما
لو خاف موسى أن يحل به ردى …*… في الطور لم يك للإلاه كليما
يا أمة شقيت ببعض رعاتها …*… وتحملت منه العذاب أليما
إبغي التحرر وانشدي الاصلاح لا …*… تبغي (الوظيف) وتنشدي التوسيما
ما ساد من فلح الوجوه بكفه …*… لطما ولو نفع الأنوف لطيما
الأمن أن تثقي بربك نية …*… وتشايعي قرانه تحكيما
فهو الذي يزع الشعوب مساعدا …*… وهو الذي يسع الذنوب حليما












مصادر و المراجع :

١- ديوان محمد العيد آل خليفة

المؤلف: محمد العيد بن محمد علي خليفة (المتوفى: 1399هـ)

الناشر: دار الهدى، عين مليلة - الجزائر

عام النشر: 2010

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید