المنشورات

وداع الحجاج

نشرت في العدد 53 من جريدة البصائر سنة 1948.
•---------------------------------•
شيعوا بالقلوب وفد العتيق (1) …*… واذرفوا الدمع من دم كالعقيق
هذه وقفة الوداع لركب …*… خلقي بكل أجر خليق
قاصد بيت ربه مستجير …*… بحماه من كل كرب وضيق
عظم الكعبة الحرام ففيها …*… كل معنى من الكمال عريق
حرم حجه النبيون قبلا …*… والبرايا من كل فج عميق
حيث نادى له الخليل نداء …*… واضح الحق واجب التصديق
فأجب إن تكن مطيقا وذب شو …*… قا إليه إن كنت غير مطيق
وأرق مدمع الاسى رب عطف …*… جره مدمع الاسى للمريق
حبذا منظر الحجيج تنادوا …*… في زفير لحجهم وشهيق
وطووا جانبا من الكون رحبا …*… يتبارون خشية التعويق
تركوا الأهل والبنين وساحوا …*… فيه كالطير في الفضاء الطليق
كلهم إخوة أشقاء يسعو …*… ن شقيقا مساعدا لشقيق
أيها الراحلون شوقتم القلـ …*… ـب لما لا ينال بالتشويق
غاية دونها ركوب مطايا …*… ذات مخر في السير أو تحليق
واحتمال لكل مضن من الجهـ …*… ـد وطي لكل بعد سحيق
إننا أصدقاؤكم فاذكرونا …*… فمن الواجبات ذكر الصديق
أذكرونا عند الوقوف بطود …*… قدسي بالذكريات أنيق
أذكرونا عند المقام وفي البيـ …*… ـت وعند الرسول والصديق
بدعاء مؤكد صادق العز …*… م من الله بالقبول حقيق
اسألوا الله راحة للمعنى …*… واسألوا الله عصمة للغريق
واسألوا الله عزة ورشادا …*… وسدادا لشعبنا الإفريقي
ويح (إفريقيا) تقضت عهود …*… وهي رهن للأسر والتطويق
أين اسلافها الذين بهم قبـ …*… ـل غزا (طارق) حمى (لذريق)
لم نجد بعدهم بها غير خلف …*… نكبته الأغراض بالتفريق
ليس أهلا ان يستقل ويرقى …*… غير شعب من الهوى مستفيق
ثابت في نظاله مستميت …*… وغيور على حماه شفيق
لا يطف طائف الإياس بقومي …*… قد يتاح الرحيق بعد الحريق
قل لوفد العتيق نلتم مناكم …*… من طواف به ومن تحديق
حقق الله حجكم ووقاكم …*… كل خطب معوق في الطريق
كل من حج نال ما يترجى …*… من صلاح وفاز بالتوفيق
وغدا لابسا من الأمن ثوبا …*… سابغا سالما من التمزيق
فهو عند الإله دنيا وأخرى …*… في حمى آمن وعهد وثيق

















مصادر و المراجع :

١- ديوان محمد العيد آل خليفة

المؤلف: محمد العيد بن محمد علي خليفة (المتوفى: 1399هـ)

الناشر: دار الهدى، عين مليلة - الجزائر

عام النشر: 2010

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید