المنشورات

في ظلال الخير

ألقت في حفلة الجمعية الخيرية بالعاصمة.
ونشرت بمجلة (الشهاب) في ماي 1935م.
•---------------------------------•
الحمد لله معطي الحسنيين معا …*… لكل حزب على طاعته اجتمعا
الحمد لله ما في الصالحين أخ …*… منا أجاب أخا للصالحات دعا
الحمد لله هذا الحفل ظاهرة …*… دلت على أن شأن الأمة ارتفعا
آمنت أن عصورالخير مقبلة …*… لا ريب في صدق برق قبلها لمعا
اليوم أيقنت أن الشعب أجمعه …*… قد اشرأب لفعل الخير واطلعا
هذا (المجستيك) يعلو في جوانبه …*… صوت الجميل فطوبى للذي استمعا
طوبى لمن كان بالاحسان متصفا …*… طوبى لمن كان بالانفاق مضطلعا
يا أيها الناس أنتم في السلالة من …*… أب وأم فكونوا إخوة شرعا
لا تقطعوا لا تخونوا في معائشكم …*… ما ألف الله من أنسابكم ورعى
لا تزرعوا الشر فالأيام محصدة …*… كل امرئ حاصد فيها الذي زرعا
أنتم من الأرض فوق الأرض قاطبة …*… ركب الى الأرض يأوي بطنها تبعا
ما سخر الله ما فيها لكم عبثا …*… لكن ليعلم أيا للصلاح سعى
والعيش ما العيش سوق ملؤها سلع …*… فأحسنوا التجر فيها واصطفوا السلعا
والموت ما الموت عقبى العقبيات فمن …*… أفضى اليها عداه السعي وانقطعا
من مهد المهد شق اللحد في نظري …*… للعقبيات ومن سمى الوليد نعى
ونعمة المرء في دنياه عاجلة …*… يحظى بها لمحا في العمر أو لمعا
وآخر الأمر أحرى قبل أوله …*… بأن يراعى كمنهاج ويتبعا
القصر في الارض يدعونا لنسكنها …*… والقبر في الارض يدعونا لأن ندعا
ما بال قوم اليها أخلدوا سفها …*… وآثروا فوقها اللذات والمتعا
ما بال قوم على مولاهم اجترأوا …*… حتى اذا اقتص منهم أعولوا جزعا
ما بال قوم بدعوى الراحة احتكموا …*… وهم يشنون باسم الراحة الفزعا
الحكم لله كم غلت يدا يده …*… والامر لله كم أعلى وكم وضعا
مهيمن كل شي تحت قبضته …*… ومالك كل سلطان له خضعا
عياله كل نفس في الورى نفست …*… وحزبه كل عبد بالتقى ولعا
قل للمثير على أنصاره فتنا …*… من حارب الله في أنصاره صرعا
اخش الضعيف كما تخشى القوي ولا …*… تهزأ بمن كان بالأقدار مدرعا
وقل لمن ود يلقى الله ملتحقا …*… بالصالحين تجمل مثلهم ورعا
أسعف ذوي البؤس من شاك ومصطبر …*… وصل ذوي الفقر معترا ومقتنعا
كم ضارب منهم في الأرض منتشر …*… ما حاول الرزق الا اعتاص وامتنعا
وعاطل صنع الكفين مقتدر …*… مهما أتى معملا عن بابه دفعا
ومستغيث وجل الناس في شغل …*… عنه وطاو وجل الناس قد شبعا
وساهد لم يجد ضوء المنزله …*… الا الفؤاد ذبالا والحشا شمعا
وعاثر الجد لم يظفر بمنتشل …*… حر يقيل عثارا أو يقول لعا
وثاكل واصلت ندب البنين فما …*… قلب لها حن أو ظرف لها دمعا
وأيم ويتامى حولها اصطرخوا …*… في الليل واصطرخت من بينهم هلعا
قالوا متى الصبح إن الضر أزعجنا …*… قالت وماذا يفيد الصبح إن طلعا
قالوا متى الأكل ان الجوع احرقنا …*… قالت إذا منح المعروف من منعا
قالوا وأين أبونا كيف أهملنا …*… قالت به وقع الأمر الذي وقعا
الموت طار به كالنسر مختطفا …*… والموت طاح به كالسيل مقتلعا
بني مات أبوكم لم يدع أثرا …*… الا الأماديح بين الناس والسمعا
قد خلف الروع في نفسي فما هدأت …*… وأذهب النوم عن طرفي فما هجعا
كأن كل نسيم منه قد نسمت …*… وكل ساجع روض عنه قد سجعا
فيم الإقامة في الدنيا لأرملة …*… ريعت ونشء يتيم حولها فجعا
في مد أعمارهم مد لشقوتهم …*… لعل اسلمهم من نفسه بخعا
أسفرت يا أم ما هذا الكلام وما …*… هذا الظلام الذي قد خضته قطعا؟
رفقا بنفسك رفقا بالبنين فقد …*… جرعتهم من مرارات الأسى جرعا
كفي فان وراء العسر ميسرة …*… كفي فإن وراء الضيق متسعا
كفي عن الندب والإعوال وانتجعي …*… أرضا بها حمد المرعى من انتجعا
من تحتها أعين المعروف قد نبعت …*… وفوقها ثمر الإحسان قد ينعا
(خيرية) تحت حزب ظل يكلأها …*… في جانب الله لا خوفا ولا طمعا
على اسمها التف كالدوحات محتفلا …*… وباسمها اقترح الخيرات واقترعا
في حفلة شرف الجنسان ساحتها …*… وآزرت في حماها اللبوة السبعا
دامت لنا حرما أمنا وجامعة …*… كبرى نلم بها الاحزاب والشيعا
ولا عدتها يد عادت بمنفعة …*… على المقلين والعقبى لمن نفعا















مصادر و المراجع :

١- ديوان محمد العيد آل خليفة

المؤلف: محمد العيد بن محمد علي خليفة (المتوفى: 1399هـ)

الناشر: دار الهدى، عين مليلة - الجزائر

عام النشر: 2010

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید