المنشورات

لا أنسى

مأساة 8 ماي 1845 التي ذهب ضحيتها قرابة 45 ألف شهيد وطني لأنهم نادوا بحرية الجزائر عندما كان الحلفاء يحتفلون بالانتصار في الحرب الثانية .. هذه المأساة خلفت في نفس كل جزائري جراحات لا تندمل، وذكرى لا تنسى …*… وفي هذه القصيدة يعبر الشاعر عن إحساسه إزاء هذه المأساة الدامية.
•---------------------------------•
أأكتم وجدي أو أهدئ إحساسي …*… و (ثامن ماي) جرحه ما له اسي
وأرقب ممن أحدثوه ضماده …*… وهم في جماح لم يميلوا لإسلاس
تمر الليالي وهو يدمي فلم نجد …*… له مرهما منهم سوى العنف والباس
اذا ما رجونا برأه ثر دافقا …*… بأحداث سوء وقعها مؤلم قاسي
فيا لجريح ظل ينكأ جرحه …*… ويؤذى بلا ذنب على أعين الناس
ويا لضعيف في الشعوب معذب …*… غدا تحت نير الظلم منحني الراس
يضج ويستعدي بغير نتيجة …*… ويشكو بلا جدوى الى غير حساس
وينشد (عهدا) كالرحيق أمامه …*… ترقرق مفترا وأشرق في الكأس
ولكنه لم يحظ منه برشفة …*… فما كان غير (الأطلسي) له حاسي
وينعي على المستعمرين دجنة …*… من الحكم طالت لا تضاء بنبراس
رأى ما دعوا من رعيه محض خدعة …*… فأوجس منهم خيفة أي إيجاس
فظائع (ماي) كذبت كل مزعم …*… لهم ورمت ما روجوه بإفلاس
ديار من السكان تخلى نكاية …*… وعسفا وأحياء تساق لأرماس
وشيب وشبان يسامون ذلة …*… بأنواع مكر لا تحد بمقياس
وأحباس شر أجمعت سجناؤها …*… ومعتقلوها أنها شر أحباس
ومعتقلات في العراء مبيدة …*… عليها لصوص في ملابس حراس
وغيد من البيض الحسان أوانس …*… تهان على أيدي أراذل أنكاس
ويسلبن من حلي لهن مرصع …*… بكل كريم من جمان وألماس
وينكبن في عرض لهن مطهر …*… مصون الحواشي طيب العرف كالاس
فيا لك من خطب تعذر وصفه …*… فلم تجر أقلام به فوق أطراس
ولا خير في عد المظالم وحدها …*… اذا لم نبن عن مرهفات وأتراس
سئمنا من الشكوى الى غير راحم …*… وغير محق لا يدين بقسطاس
وقفت أجيل الطرف في الأرض باحثا …*… وأضرب أخماسي الجميع بأسداسي
اذا أبي أرى فيها الضعيف يجيله …*… شراء وبيعا في الورى كل نخاس
أرى الأرض زادت ظلمة فوق ظلمة …*… على أهلها واستوحشت بعد إيناس
أرى كرة ترمى إلى شر غاية …*… تبارى عليها الأقوياء بأقواس
وما وعدهم الا سراب بقيعة …*… وما عهدهم الامداد بقرطاس
فيا أيها المستعمرون تنزهوا …*… ولا تسموا وجه الحياة بأرجاس
ألم يكفكم ما مر من قتل أنفس …*… ومن كم أفواه ومن خنق أنفاس
ولا تطمعوا أن تستلينوا قلوبنا …*… فتلك قناة لا تلين لجساس
يا أيها الشعب المروع لا تضق …*… بدنياك ذرعا واطرح خلق الياس
وقل للذي اذاك لا وصل بيننا …*… وموعدنا العقبى فما أنا بالناسي












مصادر و المراجع :

١- ديوان محمد العيد آل خليفة

المؤلف: محمد العيد بن محمد علي خليفة (المتوفى: 1399هـ)

الناشر: دار الهدى، عين مليلة - الجزائر

عام النشر: 2010

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید