المنشورات

قصة شهيدين

في فتنة من فتن الإنتخاب المعروفة في الجزائر سقط شابان جزائريان بمدينة بسكرة النخيل على أيدي الشرطة العتاة، المطلقة أيديهم في رقاب الجزائريين، وكادت تكون مقتلة عظيمة بين الفريقين .. الوطني الأعزل، والبوليس المسلح، ومن ورائه جميع قوى الحكومة، فجاشت قريحة الشاعر بهذه القصيدة المؤثرة الصادقة التصوير!
•---------------------------------•
شهمان في الخطب لم يهابا …*… ناداهما الخلد فاستجابا
تلقيا في الحشا رصاصا …*… مفرغا للردى مذابا
فمن رأى عند ما أصيبا …*… رأى شهابا تلا شهابا
خرا إلى الأرض في مصاب …*… لم نحتمل مثله مصابا
يا مودع الشهب في تراب …*… الشهب لا تودع الترابا
أخطط لها في السماء قبرا …*… ووار أجرامها السحابا
إن (العزيلات) (1) قد أنارت …*… لا ريب واستأنست رحابا
وجد فيها البلى كأن لم …*… تمض الدهارير والحقبا
ان الشهيدين قد ألما …*… بظلها فازدهى وطابا
يا تربة أشرقت قبورا …*… وأشرقت كالربى قبابا
ريح صن الخلد فيك هبت …*… وعارض منه فيك صابا
يا واديا غب كل غيث …*… يسقي ربى حوله وغابا
أطفئى على حافتيك نارا …*… أتت على الأنفس التهابا
) 1 () العزيلات): مقبرة في بسكرة.
واغسل على حافتيك أرضا …*… من الدماء اكتست خظابا
كانت مثابا لكل أمن …*… فأصبحت للأذى مثابا
إن انتخابا جرى بحيف …*… في دورها أعقب انتحابا
تبت يدا حاكم غشوم …*… يجر للأمة التبابا
بغير جرم من الأهالي …*… عليهم ينزل العقابا
فهو الذي بالغثاء يلقي …*… وهو الذي يوقد الثقابا
يا شاهرا للأذى حرابا …*… هل آن أن تغمد الحرابا
أشبهت وحش الفلا افتراسا …*… وفقته مخلبا ونابا
أخشى الأذى يوقع انفجارا …*… عليك أو يحدث انقلابا
يا دولة يعتزي ذووها …*… للعدل والرحمة انتسابا
نشكو إلى حكمك المؤاخي …*… من حاد في حكمه وحابا
ممهد السلم شب حربا …*… لو ابتلاها الصبي شابا
وحارس الأمن عاث فيه …*… وزاد في حبله اضطرابا
(الشرطة) استكبرت وجارت …*… وأصبحت تعدم الرقابا
أبت لفرط العتو منها …*… أن تسمع اللوم والعتابا
فجدلت من رمت ومرت …*… كأنما جدلت ذبابا
"بسكرة" اليوم في حداد …*… أمست كأطلالها خرابا
القتل والجرح في حماها …*… خطبان باسم السلام نابا
أخاف آرامها البواكي …*… تهيج آسادها الغضابا
دم الشهيدين لم يعتم …*… يستصرخ الأهل والصحابا
فأنصفي المشتكين فيها …*… وأرشدي السلطة الصوابا
العدل للأمن خير باب …*… فلا تحلي سواه بابا
ويا شبابا بظل ناد …*… على الهدى يجمع الشبابا
إعمل حكيما تصل سليما …*… ولا تهب من يقول هابا
بالصبر والحلم والتأني …*… والرفق فاستقبل الصعابا
لا تقذف النفس في مجال …*… من يقذف النفس فيه خابا
في شرعة الله لا يزكى …*… من كان لا يملك النصابا
يا قومنا للندى دعيتم …*… يا قومنا أحسنوا الجوابا
أهل الشهيدين في عذاب …*… فخففوا عنهم العذابا
وأيدوا لجنة الضحايا …*… ووفروا كيسها اكتتابا
آووا يتاماهم إليكم …*… واكفوهم القوت والثيابا
إن الذي باليتيم أوصى …*… أعد للمحسن الثوابا











مصادر و المراجع :

١- ديوان محمد العيد آل خليفة

المؤلف: محمد العيد بن محمد علي خليفة (المتوفى: 1399هـ)

الناشر: دار الهدى، عين مليلة - الجزائر

عام النشر: 2010

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید