المنشورات

إذا ابتُليت بالسلطان تعوذ بالعلماء

إن ابتُليتَ بالسلطان فتعوذ بالعلماء.
واعلم أن من العجبِ أن يبتلى الرجلُ بالسلطان فيريد أن ينتقص من ساعات نصبهِ وعملهِ فيزيدها في ساعاتِ دعتهِ وفراغهِ وشهوتهِ وعبثه ونومهِ.
وإنما الرأي لهُ وحقُ عليهِ أن يأخذ لعملهِ من جميعِ شغله، فيأخذ لهُ من طعامهِ وشرابهِ ونومهِ وحديثهِ ولهوهِ ونسائهِ.
وإنما تكون الدعةُ بعد الفراغِ.
فإذا تقلدت شيئاً من مرِ السلطان فكن فيه أحد رجلينِ: إما رجلا مغتبطاً به، محافظاً عليهِ مخافة أن يزول عنهُ، وإما رجلاً كارهاً عليهِ. فالكارهُ عاملٌ في سخرةٍ: إما للملوكِ، إن كانوا هم سلطوهُ، وإما لله تعالى، إن كان ليس فوقهُ غيرهُ.
وقد علمتَ أنه من فرط في سخرةِ الملوكِ أهلكوهُ. فلا تجعل للهلاكِ على نفسكَ سلطاناً ولا سبيلاً.














مصادر و المراجع :

١- الأدب الكبير والأدب الصغير

المؤلف: عبد الله بن المقفع (المتوفى: 142 هـ)

الناشر: دار صادر - بيروت

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید