المنشورات

إياك والإفراط في الغضب

اعلم أنّ من الناسِ ناساً كثيراً يبلغُ من أحدهمِ الغضبُ، إذا غضبَ، أن يحملهُ ذلك في الكلوحِ والقطوبِ في وجهِ غيرِ من أغضبهُ، وسوء اللفظ لمن لا ذنب لهُ، والعقوبةِ لمن لم يكن يهم بمعاقبتهِ، وشدةِ المعاقبةِ باللسانِ واليد لمن لم يكن يريدُ به إلا دون ذلكَ. ثم يبلغُ به الرضى، إذا رضي، أن يتبرع بالأمر ذي الخطرِ لمن ليس بمنزلةِ ذلك عندهُ، ويُعطي من لم يكن يُريدُ إعطاءهُ، ويكرمَ من لم يُرد إكرامهُ ولا حق له ولا مودةَ عندهُ.
فاحذر هذا الباب الحذر كله! فإنه ليس أحدٌ أسوأ فيه حالاً من أهلِ السلطانِ الذين يفرطون باقتدارهم في غضبهم، وبتسرعهم في رضاهم. فإنهُ لو وصفَ بهذه الصفةِ من يلتبسُ بعقلهِ أو يتخبطهُ المس أن يعاقبَ عند غضبهِ غير من أغضبهُ ويحبو عند رضاهُ غير من أرضاهُ لكان جائزاً ذلكَ في صفتهِ.














مصادر و المراجع :

١- الأدب الكبير والأدب الصغير

المؤلف: عبد الله بن المقفع (المتوفى: 142 هـ)

الناشر: دار صادر - بيروت

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید