المنشورات

الاعتدال في الكلام والسلام

إذا كان سلطانُكَ عند جدةِ دولةٍ، فرأيتَ أمراً استقام بغيرِ رأيٍ، وأعواناً أجزوا بغيرِ نيلٍ، وعملاً أنجح بغيرِ حزمٍ، فلا يغرنك ذلك ولا تستنيمن إليه. فإن الأمر الجديد ربما يكونُ لها مهابةٌ في أنفسِ أقوامِ وحلاوةٌ في قلوبِ آخرينَ، فيُعينُ قومٌ على أنفسهم ويعينُ قومٌ بما قبلهم. ويستتب ذلكَ الأمرُ غير طويلٍ ثم تصيرُ الشؤونُ إلى حقائقها وأصولها.
فما كان من الأمور بنى على غيرِ أركانٍ وثيقةٍ ولا دعائم محكمةٍ أوشك أن يتداعى ويتصدع.
لا تكونن نزر الكلام والسلامِ، ولا تبلغن بهما إفراط الهشاشةِ والبشاشةِ. فإن إحداهُما من الكبرِ والأخرى من السخف.












مصادر و المراجع :

١- الأدب الكبير والأدب الصغير

المؤلف: عبد الله بن المقفع (المتوفى: 142 هـ)

الناشر: دار صادر - بيروت

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید