المنشورات

رفق الوزير بنظرائه

ارفق بنُظرائكَ من وزراء السلطانِ وأخلائهِ ودُخلائهِ. واتخذهم إخواناً، ولا تتخذهم أعداء. لا تُنافسهم في الكلمةِ يتقربون بها، أو العملِ يؤمرون به دونكَ.
فإنما أنت في ذلك أحدُ رجُلين: إما أن يكونَ عندك فضلٌ على ما عند. غيركَ فسوف يبدوُ ذلك ويحتاجُ إليهِ ويلتمسُ منكَ، وأنتَ مجملٌ.
وإما ألا يكون ذلك عندكَ، فما أنت مُصيبٌ من حاجتكَ عند وزراء السلطان بمقاربتكَ إياهم وملاينتكَ، وما أنت واجدٌ في موافقتكَ إياهم ولينك لهم منه موافقتهم إياك ولينهم لك أفضلُ مما أنتَ مدركٌ بالمنافسةِ والمنافرةِ لهم.
لا تجترئن على خلافِ أصابكَ عند الوالي، ثقةً باعترافهم لكَ ومعرفتهم بفضلِ رأيك، فإنا قد رأينا الناسً يعترفونَ بفصلِ الرجلِ وينقادونَ لهُ ويتعلمونَ منهُ، وهم أخلياء. فإذا حضروا السلطانَ، لم يرضَ أحدٌ منهم أن يقر لهُ، ولا أن يكون لهُ عليهِ في الرأي والعلم فضلٌ، فاجترأوا عليهِ في الرأي والعلمِ فضلٌ، فاجترأوا عليه بالخلاف والنقضِ.
فإن ناقضهم صارَ كأحدهم. وليس بواجدٍ في كل حينٍ سامعاً فهماً أو قاضياً عدلاً.
وإن تركَ مناقضتهم، كان مغلوبَ الرأي مردودَ القولِ.














مصادر و المراجع :

١- الأدب الكبير والأدب الصغير

المؤلف: عبد الله بن المقفع (المتوفى: 142 هـ)

الناشر: دار صادر - بيروت

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید