المنشورات

احتمل ما خالفك من رأي السلطان

لا تشكون إلى وزراء السلطانِ ودخلائهِ ما اطلعتَ عليه من رأي تكرههُ لهُ. فإنك لا تزيدُ على أن تفطنهم لهواهُ أو تقربهمُ منهُ وتغريهم بتزيينِ ذلك والميلِ عليكَ معهُ.
واعلم أن الرجل ذا الجاهِ عند السلطانِ والخاصةِ لا محالةَ أن يرى من الوالي ما يُخالفهُ من الرأي في الناسِ والأمورِ. فإذا آثر أن يكرهَ كل ما خالفهُ أو شكَ أن يمتعضَ من الجفوةِ يراها في المجلسِ، أو النبوةِ في الحاجةِ، أو الرد للرأي، أو الإدناءِ لمن لا يهوى إدناءهُ، أو الإقصاءِ لمن يكرهُ إقصاءهُ.
فإذا وقعت في قلبهِ الكراهيةُ تغيرَ لذلك وجههُ ورأيهُ وكلامهُ حتى يبدو ذلك للسلطانِ وغيرهِ، فيكونّ ذلكَ لفسادِ منزلتهِ ومروءتهِ سبباً وداعياً.
فذلل نفسكَ باحتمالِ ما خالفكَ من رأي السلطان، وقررها على أن السلطان إنما كان سلطاناً لتتبعهُ في رأيهِ وهواهُ وأمرهِ، ولا تكلفهُ اتباعكَ وتغضبَ من خلافهِ إياكَ.















مصادر و المراجع :

١- الأدب الكبير والأدب الصغير

المؤلف: عبد الله بن المقفع (المتوفى: 142 هـ)

الناشر: دار صادر - بيروت

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید