المنشورات

لا تتطاول على الأصحاب

إن رأيتَ صاحبكَ مع عدوكَ فلا يغضبنكَ ذلك، فإنما هو أحدٌ رجلين: إن كان رجلاً من أخوانِ الثقةِ فأنفعُ مواطنهِ لك أقربها من عدوكَ لشرٍ يكفهُ عنكَ، أو لعورةٍ يسترها منكَ، أو غائبةٍ يطلعُ عليها لكَ، فأما صديقكَ فما أغناكَ أن يحضرهُ ذو ثقتك.
وإن كان رجلاً من غيرِ خاصةِ إخوانكَ فبأي حقٍ تقطعهُ عنِ الناسِ وتكلفهُ ألا يتصاحبَ ولا يُجالسَ إلا من تهوى؟ تحفظ في مجلسك وكلامكَ من التطاولِ على الأصحابِ، وطب نفساً عن كثيرٍ مما يعرضُ لك فيهِ صوابُ القولِ والرأي، مُداراةً لئلا يظن أصحابكَ أن دأبكَ التطاوُلُ عليهم.
إذا أقبل إليكَ مقبلٌ بودهِ فسركَ ألا يدبرَ عنكَ، فلا تنعمِ الإقبالَ عليهِ والتفتحَ لهُ، فإنّ الإنسانَ طبعَ على ضرائبِ لؤمٍ. فمن شأنهِ أن يرحل عمن لصقَ بهِ ويلصقَ بمن رحلَ عينه إلا من حفظَ بالأدبِ نفسهُ وكابرَ طبعهُ.
فتحفظ من هذا فيكَ وفي غيركَ.















مصادر و المراجع :

١- الأدب الكبير والأدب الصغير

المؤلف: عبد الله بن المقفع (المتوفى: 142 هـ)

الناشر: دار صادر - بيروت

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید