المنشورات

احترس من سورة الغضب

احترس من سورةِ الغضبِ وسورةِ الحميةِ وسورةِ الحقدِ وسورة الجهلِ، وأعدد لكل شيءٍ من ذلك عدةً تجاهدهُ بها من الحلمِ والتفكرِ والرويةِ وذكر العاقبةِ وطلبِ الفضيلةِ.
واعلم أنك لا تُصيبُ الغلبةَ إلا بالاجتهاد والفضلِ، وأنّ قلةَ الإعدادِ لمدافعةِ الطبائعِ المتطلعةِ هو الاستسلامُ لها. فإنهُ ليس أحدٌ من الناسِ إلا وفيه من كل طبيعةٍ سوءُ غريزةٍ.
وإنما التفاضلُ بينَ الناسِ في مغالبةِ طبائع السوء.
فأما أن يسلم أحدٌ من أن تكونَ فيه تلك الغرائزُ فليس في ذلك مطمعٌ. إلا أن الرجل القوي إذا كابرها بالقمعِ لها كلما تطلعت لم يلبث أن يميتها حتى كأنها ليست فيهِ. وهي في ذلكَ كامنةٌ كمونَ النارِ في العُودِ، فإذا وجدت قادحاً من علةٍ، أو غفلةً استورت كما تستوري النارُ عند القدحِ، ثم لا يبدأ ضرها إلا بصاحبها، كما لا تبدأ النارُ إلا بعودها الذي كانت فيهِ.














مصادر و المراجع :

١- الأدب الكبير والأدب الصغير

المؤلف: عبد الله بن المقفع (المتوفى: 142 هـ)

الناشر: دار صادر - بيروت

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید