المنشورات

الصبر على الأعمال يخففها

إذا تراكمت عليكَ الأعمالُ فلا تلتمسِ الروح في مدافعتها بالروغانِ منها. فإنهُ لا راحة لكَ إلا في إصدارها، وإن الصبر عليها هو الذي يخففها عنكَ، والضجر هو الذي يُراكمُها عليكَ.
فتعهد من ذلك في نفسكَ خصلةً قد رأيتها تعتري بعضَ أصحابِ الأعمالِ. وذلكَ أن الرجالَ يكونُ في أمرٍ من أمرهِ، فيردُ عليهِ شغلٌ أخرُ، أو يأتيهِ شاغلٌ من الناسِ يكدرهُ إتيانهُ فيكدرُ ذلكَ بنفسهِ تكديراً يفسدُ ما كان فيه وما وردَ عليهِ، حتى لا يُحكمَ واحداً منهُما. فإذا وردَ عليكَ مثلُ ذلكَ فليكن معكَ رأيكَ وعقلكَ اللذانِ بهما تختارُ الأمورَ، ثم اختر أولى الأمرين بشغلكَ، فاشتغل بهِ حتى فرغ منهُ. ولا يعظُمن عليكَ فوتُ ما فاتَ وتأخيرُ ما تأخر إذا أعملتَ الرأي معملهُ وجعلتَ شغلك في حقهِ، واجعل لنفسكَ في كل شغلٍ غايةً ترجو القوةَ والتمامَ عليها.
















مصادر و المراجع :

١- الأدب الكبير والأدب الصغير

المؤلف: عبد الله بن المقفع (المتوفى: 142 هـ)

الناشر: دار صادر - بيروت

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید