المنشورات

المستشار ليس بضامن وجه الصواب

واعلم أن المستشار ليس بكفيلٍ، وأن الرأي ليس بمضمونٍ. بل الرأيُ كلهُ غررٌ، لأن أمورَ الدنيا ليس شيءٌ منها بثقةٍ، ولأنه ليس من أمرها شيءٌ يدركهُ الحازمُ إلى وقد يدركهُ العاجزُ. بل ربما أعيا الحزمةَ ما أمكنَ العجزةَ. فإذا أشارَ عليكَ صاحبكَ برأي، ثم لم تجد عاقبتهُ على ما كنتَ تأملُ فلا تجعل ذلك عليهِ ذنباً، ولا تلزمهُ لوماً وعذلاً بأن تقولَ: أنت فعلتَ هذا بي، وأنت أمرتني، ولولا أنتَ لم أفعل، ولا جرمَ لا أطيعكَ في شيء بعدها. فإن هذا كلهُ ضجرٌ ولؤمٌ وخفةٌ.
فإن كنت أنتَ المشيرَ، فعملَ برأيكَ أو تركهُ، فبدا صوابكَ فلا تمنن بهِ ولا تكثرنّ ذكرهُ إن كان فيهِ نجاحٌ، ولا تلمهُ عليه إن كانَ قد استبانَ في تركهِ ضررٌ بأن تقول: ألم أقل لكَ افعل هذا، فإن هذا مُجانبٌ لأدبِ الحكماء.















مصادر و المراجع :

١- الأدب الكبير والأدب الصغير

المؤلف: عبد الله بن المقفع (المتوفى: 142 هـ)

الناشر: دار صادر - بيروت

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید