المنشورات

حماة الحي [الطويل]

وإنّا، إذا ما الغَيْمُ أمسى كأنّهُ ... سماحيقُ ثَرْبٍ وهي حمراء حَرجَفُ (1)
وجاءَتْ بصُرّادٍ، كأنّ صَقيعَهُ ... خِلالَ البُيوتِ والمنازِلِ, كُرْسُفُ (2)
وجاءَ قَريعُ الشّوْلِ يَرقصُ قبلَهَا ... إلى الدّفءِ، والرّاعي لها مُتحرِّفُ (3)
نَرُدّ العِشارَ، المُنْقِياتِ شَظِيُّها ... إلى الحيّ، حتى يُمرِعَ المُتصيَّفُ (4)
تَبِيتُ إمَاءُ الحيّ تَطْهى قُدورَنا ... ويأْوي إِلينا الأشْعَثُ المُتَجرِّفُ (5)
ونحنُ، إذا ما الخيْلُ زَايَلَ بَيْنَها ... من الطّعنِ، نشّاجٌ مُخِلٌّ ومُزْعِفُ (6)
وجالتْ عَذارى الحيّ شتّى، كأنّها ... تَوالي صُوارٍ، والأسِنّة ُ تَرْعَفُ (7)
ولم يَحْمِ أهلَ الحيّ، إلاّ ابنُ حُرّةٍ ... وعَمَّ الدّعاءَ المُرْهَقُ المُتلهِّفُ (1)
ففئْنا, غَداةَ الغِبِّ، كلَّ نقيذةٍ ... ومنَّا الكمِيُّ الصَّابِرُ المُتعَرِّفُ (2)
وكارِهَةٍ، قد طَلّقَتْها رِماحُنا ... وأنْقَذْنَها، والعَينُ بالماءِ تَذرِفُ (3)
تَرُدّ النّحيبَ في حَيازيمِ غُصّةٍ ... على بَطَلٍ، غادَرْنَهُ وهو مُزعَفُ (4)














مصادر و المراجع :

١- ديوان طرفة بن العبد

المؤلف: طَرَفَة بن العَبْد بن سفيان بن سعد البكري الوائلي أبو عمرو الشاعر الجاهلي (المتوفى: 564 م)

المحقق: مهدي محمد ناصر الدين

الناشر: دار الكتب العلمية

الطبعة: الثالثة، 1423 هـ - 2002 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید