المنشورات

أطرقا

بفتح أوله وبالراء المهملة والقاف، على وزن أفعلا، مقصور: موضع بالحجار. قال أبو عمرو بن العلاء: غزا ثلاثة نفر فى الدهر الأوّل، فلمّا صاروا إلى هذا الموضع سمعوا نبأة، فقال أحدهم لصاحبيه أطرقا، أى اسكتا. وقال فى موضع آخر: أى «1» الزما الأرض؛ فسمّى به ذلك «2» الموضع. قال أبو الفتح: دلّ قول أبى عمرو أن الموضع سمّى بالفعل، وفيه ضميره لم يجرّد عنه، كما يقال لقيته بوحش إصمت «3» ، أى بفلاة يسكت المرء فيها صاحبه، فيقول له إصمت، إلا أنّه جرّد إصمت من الضمير، فأعربه، ولم يصرفه للتعريف والتأنيث أو وزن الفعل. قال أبو ذؤيب:
على أطرقا باليات الخيا ... م إلّا الثّمام وإلّا العصىّ
وقال بعضهم: أطرقا هنا «4» : جمع طريق على لغة هذيل؛ ويجوز أن يكون مقصورا من الممدود، نحو نصيب وأنصباء، وعلى هذا استشهد به الحربىّ.
ويروى علا أطرقا، من العلوّ؛ وجمع طريق على أطرق يدلّ على تأنيثة، لأنّه تكسير المؤنث، كعناق وأعنق، وعقاب وأعقب. والذي يدلّ على تذكيره قول الهذلىّ [صخر الغىّ] «1» :
فلما جزمت به قربتى ... تيمّمت أطرقة أو خليفا
فهذا «2» كجريب وأجربة، وقفيز وأقفزة. قال ثعلب: قوله «على أطرقى» أراد: على أطرقة، فأبدل من هاء التأنيث ياء، كما يقال فى شكاعى شكاعة، كما يبدل أيضا من الألف تاء، قال الراجز:
من بعد ما وبعد ما وبعدمت ... صارت نفوس القوم عند الغلصمت
وعلى هذا حمل أكثر العلماء قولهم فى مثل: «حنّت ولات هنّت لك وأنّى لك مقروع «3» أنه أراد ولات هنّا، أى ليس أوان «4» ذلك، من قول الأعشى:
لات هنّا ذكرى جبيرة أم عن ... جاء منها بطارق الأهوال
 

مصادر و المراجع :

١- معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع

المؤلف: أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي (المتوفى: 487هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید