المنشورات

أنف

بفتح الهمزة، على لفظ أنف الإنسان: بلد يلى ديار بنى سليم، من ديار هذيل. وقال السّكّرى: أنف داران، إحداهما فوق الأخرى، بينهما قريب من ميل. ويقال: أنف عاذ، فيضاف هكذا يقول السّكّرى: عاذ، بالعين مهملة، والذال معجمة؛ وأبو عمرو يرويها بدال مهملة، وقد بيّنت الروايتين فى حرف العين، وذكرت اشتقاقهما.
وبأنف لسعت أبا خراش الأفعى التى قتلته، قال:
لقد أهلكت حيّة بطن واد «1» ... على الأحداث «2» ساقا ذات فقد «3»
وقال عبد مناف بن ربع فى رواية السّكّرىّ:
من الأسى أهل أنف يوم جاءهم ... جيش الحمار فلاقوا عارضا بردا «4»
وكانت بنو ظفر من بنى سليم حربا لهذيل، فخرج المعترض بن حنواء «5» الظّفرىّ، هكذا يقول السّكّرى، وأبو علىّ القالىّ يرويه المعترض بن حنو «1» ، والصحيح رواية السّكّرى، لقول عبد مناف بن ربع:
تركنا ابن حنواء الجعور مجدّلا ... لدى نفر رءوسهم كالفياشل
فخرج المعترض يغزو «2» بنى قرد من هذيل، وفى بنى سليم رجل من أنفسهم، كان دليل القوم على أخواله من هذيل، وأمّه امرأة من بنى جريب «3» بن سعد، واسمه دبيّة، فوجد «4» بنى قرد بأنف وبنو سليم يومئذ مئتا رجل، فلمّا جاء دبيّة بنى قرد قالوا له: أى ابن أختنا، أتخشى علينا «5» من قومك مخشى؟
قال: لا، فصدّقوه واطعموه «6» ، وتحدّثوا معه هويّا من الليل. ثم قام كلّ رجل منهم إلى بيته، وأحدهم قد أوجس منه خيفة، فرمقه، حتى إذا هدأ أهل الدار، فلم يسمع ركز أحد، لم ير إلّا إيّاه قد انسلّ من تحت لحاف أصحابه، فحذر بنى قرد لذلك، فقعد كلّ رجل منهم فى جوف بيته، آخذا بقائم سيفه، أو عجس قوسه، وحدّث دبيّة أصحابه بمكان الدارين، فقدموا مئة نحو الدار العليا، وتواعدوا لطلوع القمر، وهى ليلة خمس وعشرين من الشهر، والدار فى صفح الجبل، فبدا القمر للأسفلين قبل الأعلين فأغار الذين بدا لهم القمر، فقتلوا رجلا من بنى قرد، فخرجوا من بيوتهم، فشدّوا عليهم، فهزموهم، فلم يرع الأعلين إلّا بنو قرد يطردون أصحابهم بالسيوف، فزعموا أنّه لم ينج منهم يومئذ إلّا ستّون رجلا من المئتين، وقتل دبيّة، وأدرك المعترض وهو يرتجز «1» ويقول:
إن «2» أقتل اليوم فماذا أفعل ... شفيت نفسى من بنى مؤمّل»
ومن بنى واثلة بن مطحل ... وخالد ربّ اللّقاح البهّل «4»
يعلّ سيفى فيهم وينهل
فقتل يومئذ، فهو يوم أنف عاذ.
 

مصادر و المراجع :

١- معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع

المؤلف: أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي (المتوفى: 487هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید