المنشورات

وكاد سروري لا يفي بندامتي ... على تركهِ في عمري المتقادمِ

وفارقت شر الأرض أهلا وتربةً ... بها علويٌّ جده غير هاشمِ
بلى الله حساد الأمير بحلمه ... وأجلسه منهم مكان العمائمِ
يقول ابتلاهم الله بحلمه حتى لا يقتلهم ورفعه فوقهم حتى يكون منهم مكان عمائمهم ثم ذكر تمام المعنى فقال:

فإن لهم في سرعة الموت راحةً ... وإن لهم في العيش حز الغلاصمِ
كأنك ما جاودت من بان جوده ... عليك ولا قاتلت من لم تقاومِ
هذا تعريض بالذين يبارون الممدوح في الجود والشجاعة من حساده يقول أيها الإنسان الذي تباريه في الجود ويظهر عليك جوده كأنك ما جاودته لأن الفضل والغلبة له عليك وكأنك لم تقاتل من لم تقاومه في الحرب لأن من غلبك في الحرب لم ينفعك محاربتك إياه والمعنى أن مفاخرتهم إياه لا تنفعهم إذا كانت الغلبة له.
وسأله أبو محمد الشرب فامتنع فقال له بحقي عليك

سقاني الخمر قولك لي بحقي ... وود لم تشبه لي بمذق
يميناً لو حلفت وأنت تأتي ... على قتلي بها لضربت عنقي
وروى ابن جنى وأنت ناء أي وإن كنت بعيداً وحلفت حلفا تريد به قتلي لفعلت ذلك ثم أخذ الكاس وقال

حييت من قسمٍ وأفدى المقسما ... أمسى الأنام له مجلا معظما
وإذا طلبت رضا الأمير بشربها ... وأخذتها فلقد تركت الأحرما
يقول شربها حرام وعصيانك حرام وأنا تركت عصيانك فإنه احرم من شرب الخمر وغنى مغنٍّ فقال يخاطب أبا محمد

ماذا يقول الذي يغني ... يا خير من تحت ذي السماء
شغلت قلبي بلحظ عيني ... إليك عن حسن ذا الغناءِ
وعرض عليه سيفا فاشار به إلى بعض من حضر فقال

أرى مرهفا مدهش الصيقلين ... وبابة كلِّ غلامٍ عتا
يريد سيفا رققت شفرتاه يدهش الصيقل لجوهره وهو آلة كل طاغٍ عاتٍ

أتأذن لي ولك السابقاتُ ... أجربه لك في ذا الفتى
يريد ولك الأيادي السابقة وأراد الأنصراف فقال

يقاتلني عليك الليل جدا ... ومنصرفي له أمضى السلاحِ
الليل يقول انصرف وهو يميل إلى الأمير وإلى مجلسه ويعصيه فقد حصل التنازع فجعل ذلك قتالا ثم قال وإذا انصرفت فقد اعنته على نفسي ويجوز أن يكون المعنى إن الليل برده ندماءه وتفريقه جلساءه يتوسل إلى الخلو به فانصرافي امضى سلاح له واعون على مراده
















مصادر و المراجع :      

١- شرح ديوان المتنبي

المؤلف: أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي (المتوفى: 468هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید