المنشورات

فداو خماري بشربي لها ... فإني سكرت بشربِ السرورِ

فداو خماري بشربي لها ... فإني سكرت بشربِ السرورِ
أي أنا سكران بالسرور حين اجتمع لي ما ذكرته فداوِ خماري بشرب الخمر أي إنما أريد شرب الخمر لأنفى الخمار لا للسكر فإني سكران من السرور.
ولما انصرف ن البستان نظر الى السحاب فقال:

تعرض لي السحاب وقد قفلنا ... فقلت إليك إن معي السحابا
فشم في القبة الملك المرجى ... فأمسك بعد ما عزم انسكابا
وأشار إليه طاهر العلويّ بمسك وأبو محمد حاضر فقال

الطيب مما غنيت عنه ... كفى بقرب الأمير طيبا
يبني به ربنا المعالي ... كما بكم يغفر الذنوبا
وجعل أبو محمد يضرب البخر بكمه ويسوقه إليه فقال
يا أكرم الناس في الفعال ... وأفصح الناس في المقالِ

إن قلت في ذا البخور سوقا ... فهكذا قلت في النوالِ
قلت ههنا بمعنى اشرت قال بكمه أي اشار وقال برأسه نعم أي أشار والمعنى إن اشرت في البخور تسوقه إليّ سوقا فهكذا قلت وفعلت في العطاء وحدث أبو محمد عن مسيرهم بالليل لكبس بادية وإن المطر قد اصابهم فقال

غير مستنكرٍ لك الإقدامُ ... فلمن ذا الحديث والإعلامُ
قد علمنا من قبل أنك من لا ... يمنع الليل همه والغمامُ
وقال أيضا وهو عند طاهر العلويّ

قد بلغت الذي أردت من الب ... ر ومن حق ذا الشريف عليكا
وإذا لم تسر إلى الدار في وقت ... ك ذا خفت أن تسير إليكا
وهمّ بالنهوض فأقعده فقال

يا من رأيت الحليم وغدا ... به وحر الملوك عبدا
مال على الشراب جدا ... وأنت للمكرمات أهدا
فإن تفضلت بانصرافي ... عددته من لديك رفدا
أي المتنبي لا ينصرف ما لم يصرف فتفضله بالصرف في تفضل بالإنصراف وذكر أبومحمد أن أباه استخفى مرى فعرفه يهودي فقال

لا تلومن اليهوديَّ على ... أن يرى الشمس فلا ينكرها
إنما اللوم على حاسبها ... ظلمة من بعد ما يبصرها
وسئل عما اترجل من الشعر فاعاده فتعجبوا من حفظه فقال

إنما أحفظ المديح بعيني ... لا بلقبي لما أرى في الأميرِ
يقول لا احتاج إلى حفظه بالقلب لأني اشاهد بالعين ما امدحه به وهو قوله

من خصالٍ إذا نظرت إليها ... نظمت لي غرائب المنثورِ
يقول عيني تنظم فضائلك لإدراكها إياها عينا لا قلبي.













مصادر و المراجع :      

١- شرح ديوان المتنبي

المؤلف: أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي (المتوفى: 468هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید