المنشورات

فقلت لكل حي يوم موت ... وإن حرص النفوس على الفلاح

وقال له أبو العشائر في هذه السرعة قلت هذا فقال

أتنكر ما نطقت به يديها ... وليس بمنكر سبق الجواد
أراكض معوصات القول قسراً ... فأقتلها وغيري في الطراد
المعوصات الصعاب يقال أعوص الأمر إذا اشتد والمراكضة المطاردة ومعنى قسرا كرها يقال قسره على الأمر إذا اكرهه عليه يقول أكره عويص الشعر حتى يلين لي فأذلله وغيري من الشعراء بعد في المطاردة ولم يتمكنوا من أخذ الصيد يصف قوة فكره وسرعة خاطره وجعل الشعر كالصيد النافر يصاد كرها فاستعمل ألفاظ الطرد ودخل عليه وعنده إنسان ينشده شعرا وصف بركة له ولم يذكره في ذلك الشعر فقال أبو الطيب
لئن كان أحسن في وصفها ... لقد ترك الحسن في الوصف لك
يقول إن أحسن في وصف البركة فقد ترك الحسن في وصفه إياك لأنه لم يصفك ولم يمدحك ثم ذكر أنه إنما عابه بترك الحسن في وصفه لقوله

لأنك بحر وإن البحار ... لتأنف من حال هذي البرك
يقول كان وصفه لك أولى من وصف البركة لأنك بحر والبحار تأنف من البرك لاستصغارها إياها والذي سنعته في معنى البيتين إن ذلك الشاعر كان شبه البركة بأبي العشائر فقال أبو الطيب أنه قد ترك الحسن في وصفك حيث شبهها بك وأنت بحر والبحر فوق البركة بكثير وهذا هو القول والأول ذكره ابن دوست

















مصادر و المراجع :      

١- شرح ديوان المتنبي

المؤلف: أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي (المتوفى: 468هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید