المنشورات

فإذا رأيتك دون عرض عارضا ... أيقنت أن الله يبغي نصره

يقول إذا رأيتك تدفع عن عرض وتحمي دونه علمت يقينا أن الله تعالى يريد نصر ذلك الذي تحميه وإنما عنى أبو الطيب بهذا نفسه لأن سيف الدولة أجمل ذكره يريد أن الله تعالى ينصرني على حسادي وأعدائي حيث جعلك تمدحني وتحسن القول في وهذه القافية فيها خلل واضطراب لأنها رائية لقوله نصره لأن هء الإضمار إذا تحرك ما قبله لم تكن إلا وصلا ولا تكون حرف روى فإذا كانت القافية رائية فالهاء في تكره وصل أيضا وإن كان لام الفعل كقول الشاعر، أعطيت فيها طائعا أو كارها، حديقة غلباء في أشجارها، فالشعر رائي وإحدى الهائين وصل والثانية أصل وإذا كان الأمر على ما ذكرنا كان قوله أشبه في هذه القافية خطأ لأن الهاء فيه الأصل وقد ألحقه بواو ولا يجوز ذلك إلا في القافية وكان من حقه أن يجعل القافية هائية أو بائية فكأنه قال في قافية حمالها وفي الأخرى حمارها وهذا فاسد ويمكن أن يجعل له وجه على البعد فيقال أنه الحق الواو في أشبه لا على أنه قافية ولكن على لغة من قال هذا زيدو ومررت بزيدي فيلحق الواو والياء بالمرفوع والمجرور كما يلحق الألف بالمنصوب وهذا لغة أزد شنؤة أو نقول أشبع ضمة الهاء فألحقها واوا ولا يريد أن يجعلها أصلا كقول من قال، من حيثما سلكوا آتي فأنظورو، وعلى هذا يتوجه قول أبي تمام، يقول فيسمع ويمشي ويسرع، ويضرب في ذات الإله فيوجع، وقال وقد أجمل سيف الدولة وصفه

رب نجيع بسيف الدولة انسفكا ... ورب قافية غاظت به ملكا
يقول رب دم انصب به أي بسببه لأنه صبه أو أمر بصبه ويريد بالقافية القصيدة يقول رب قصيدة مدح بها فغاظت تلك القصيدة ملكا حيث حسده عليها لحسنها















مصادر و المراجع :      

١- شرح ديوان المتنبي

المؤلف: أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي (المتوفى: 468هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید