المنشورات

برك

بكسر أوّله، وإسكان ثانيه، على وزن فعل: وهو فى أقاصى هجر «3» ، إلّا أنّه منضاف إليها. هو «4» برك الغماد الذي ورد فى «5» الحديث. الغماد، بالغين المعجمة، تضمّ وتكسر، لغتان، بعدها ميم وألف ودال مهملة. وفى حديث هجرة النّبيّ عليه السلام أنّه لمّا ابتلى المسلمون، خرج أبو بكر مهاجرا إلى أرض الحبشة، حتى إذا بلغ برك الغماد، لقيه ابن الدّغنّة، وهو سيّد، القارة، فقال: أين تريد يا أبا بكر؟ قال أخرجنى قومى، فأريد أن أسيح فى الأرض، وأعبد ربّى. فقال ابن الدّغنّة: «إنّ مثلك لا يخرج ولا يخرج، أنت تكسب المعدوم، وتصل الرحم، وتحمل الكلّ، وتقرى الضّيف، وتعين على نوائب الحقّ، وأنا لك جار؛ ارجع إلى بلدك، فاعبد ربّك فى بلدك.
فرجع أبو بكر. وذكر باقى الحديث.
وقال أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمدانى «1» : برك الغماد فى أقصى اليمن.
وقال أبو محمد «2» : برك ونعام: موضعان فى أطراف اليمن.
وقال أوس بن حجر:
تنكّر بعدى من أميمة صائف ... فبرك فأعلى تولب فالمخالف
فبطن السّلىّ فالسّخال تعذّرت ... فمعقلة إلى مطار فواحف «3»
فقوّ فرهبى فالسّليل فعاذب ... مطافيل عوذ الوحش فيها عواطف
هذه المواضع فى ديار بنى تميم وديار بنى عامر: وقد قيل إنّ البرك من أوطانهم، والبريك مصغّرا لبنى هلال بن عامر. وبرك: اسم وادى شواحط، وانظرهما فى رسم الحرار، من حرف الحاء. وقال أرطاة بن سهيّة: أجليت أهل البرك من أوطانهم ... والحمس من شعبى وأهل الشّربب
الحمس: هم «1» قريش كلّها: كنانة وما ولدت، والهون بن خزيمة، والغوث، وثقيف وخزاعة، وعدوان، وبنو ربيعة بن عامر بن صعصعة، من قبل الولادة، لأنّ أمّهم مجد بنت تيم بن غالب، وقال الشاعر فى برك:
وأنت الذي كلّفتنى البرك شاتيا ... وأورد تنيه فانظرن أىّ مورد
وقال كثيّر فى إضافته إلى الغماد:
بوجه أخى بنى أسد قنونى ... إلى يبة إلى برك الغماد
وقال أبو ذؤيب، فأتى بالغماد مفردا:
تكلّل فى الغماد فأرض ليلى ... فلأيا لا أبين له انفراجا
 

مصادر و المراجع :

١- معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع

المؤلف: أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي (المتوفى: 487هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید