المنشورات

يرد يداً عن ثوبها وهو قادرٌ ... ويعصي الهوى في طيفها وهو راقدُ

أي إذا قدر عليها رد اليد عن ثوبها يعني أزارها وكذا لو لحم بها لم يطع الهوى فيما يأمره أي لا يمد يده إلى أزارها مع القدرة وإذا رأى خيالها في النوم امتنع منه كامتناعه ي اليقظة يصف نزاهة نفسه وبعد همته عن مغازلة النساء كما قال هدبة، وإني لأخلى للفتاة فراشها، وأصرم ذات الدل والقلب والهُ، قال ابن جنى ولو أمكنه في موضع قادر يقظان لكان أحسن قال أبو الفضل العروضي فيما أملاه عليّ هذا نقدٌ غير جيد وذلك أنه لو قال يقظان أو ساهر لم يزد على معنى واحد وهو الكف في حالتي النوم واليقظة وإذا قال وهو قادر زاد في المعنى أنه تركها طلف نفس وحفظ مروة لا عن عجز ورهبةٍ ولو أن رجلا ترك المحارم عن غير قدرة لم يأثم ولم يؤجر فإذا تركها مع القدرة صار مأجورا وليست الصنعة في قوله وهو قادر وبناؤه من هذه الحروف بازاء قوله راقد بأقل مما طلب والعجب في أن أبا الفتح يقصر فيما فرض على نفسه من التفسير ويخطىء ثم يتكلف النقد وقال في قوله وهو راقد أن الراقد قادر أيضا لأنه يتحرك في نومه ويصيح وليس هذا بشيء ولم يقله أحد والقدرة على الشيء أن يفعله متى شاء وإن شاء فعل وإن شاء ترك والنائم لا يوصف بهذا ولا المغشي عليه ولا يقال للنائم أنه مستطيع ولا قادرٌ ولا مريدٌ وإما عصيانه الهوى في طيفه فليس باختيار منه في النوم ولكنه يقول لشدة ما ثبت في طبعي وغريزتي صرت في النوم كالجاري على عادتي.













مصادر و المراجع :      

١- شرح ديوان المتنبي

المؤلف: أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي (المتوفى: 468هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید