المنشورات

فحب الجبان النفس أورده البقا ... وحب الشجاع النفس أورده الحربا

يقول فالجبان إنما اتقى الحرب فترك القتال حبا لنفسه وخوفا على روحه والشجاع إنما ورد الحرب دفعا عن مهجته ومحاماةً على نفسه لأنه يخاف على نفسه العدو أن قعد عن الحرب أو لأنه إذا ارى من نفسه الشجاعة والغناء تحومي واتقي فكان في ذلك بقاء نفسه كما قال الحصين بن الحمام المريّ، تأخرت أستبقى الحيوة فلم أجد، لنفسي حيوةً مثل أن أتقدما، ومثله قول الخنساء، نهين النفوس وهو النفوس يوم الكريهة أبقى لها، ومثل هذا ما روى عن أبي بكر الموت توهب لك الحيوة وهذا يحتمل وجوها أحدها أن الشجاع مهيب لا يحام حوله والثاني أنه إذا استشهد صار حيا لقوله تعالي بل أحياء عند ربهم يرزقون والثالث أن ذكره يبقى بعده فيكون كأنه حيٌّ كما قال أبو تمام، ومضوا يعدون الثناء خلودا، والمعنى أن الجبان والشجاع سواء في حب النفس وإن اختلف فعلهما.













مصادر و المراجع :      

١- شرح ديوان المتنبي

المؤلف: أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي (المتوفى: 468هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید