المنشورات

وأحلى الهوى ما شك في الوصل ربه ... وفي الهجر فهو الدهر يرجو ويتقي

يعين يرجو الوصل ويتقي الهجر بمراعاة أسباب الوصال وإنما جعل أحلى الهوى ما كان مشكوك الوصل لأن العاشق إذا كان في حيز الشك كان للوصل أشد اغتناما وإذا تيقن الوصل لم يلتذ به عند وجوده وإذا كان في يأس من الوصل لم يكن له لذة الرجاء فالهوى عليه بلاء كله كما قال الآخر، تعب يطول مع الرجاء لذي الهوى، خير له من راحةٍ مع يأس، والشعراء قد ذكروا هذه الحالة التي ذكرها أبو الطيب فمنهم زهير حيث يقول هذه الأبيات، وقد كنت من سلمى سنين ثمانياً، على صير أمرٍ ما يمر وما يحلوا، ثم الحلاج في قوله، مددت حبل غرورٍ غير مؤيسةٍ، فوت الأكف ولا جودٌ ولا بخلُ، والصرم أروح من غيثٍ يطمعنا، فيه مخايل ما يلفى بها بللُ، فجعل حالة الصرم أروح وابن الرقيات لم يصرح باختيار احدى الحالتين في قوله، تركتني واقفا على الشك لم، أصدر بيأسٍ منكم ولم أرد، وكذلك ابن أبي زرعة الدمشقي حيث قال، فكأني بين الوصال وبين الهجر ممن مقامهُ الأعراف، في محلٍّ بين الجنان وبين النار أرجو طوراً وطوراً أخافُ، وقال الخليع، وجدت ألذ العيش فيما بلوته، ترقب مشتاقٍ زيارَة عاشق، وأحسن أبو حفص الشطرنجي في قوله، وأحسن أيام الهوى يومك الذي، تهدد بالتحريش فيه وبالعتب، إذا لم يكن في الحب سخط ولا رضى، فاين حلاوات الرسائل والكتبِ،











مصادر و المراجع :      

١- شرح ديوان المتنبي

المؤلف: أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي (المتوفى: 468هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید