المنشورات

بيشة

بكسر الباء، وبالشين المعجمة: واد من أودية تهامة، قالت الخنساء:
وكان إذا ما أورد الخيل بيشة ... إلى هضب أشراك أقام فألجما
ففاءت «3» عشاء بالنّهاب وكلّها ... أتى قلقا تحت الرّحالة أهضما
وكانت إذا ما لم تطارد بعاقل ... وبالرأس خيلا طاردتها بعيهما
ويروى إلى هضب تبراك.
وهذا الشعر يرويه أبو عبيدة لريطة بنت عبّاس الأصمّ «4» الرّعلىّ، ترثى أباها وكانت خثعم قتلته، فأدرك بثأرها «5» عبّاس بن مرداس، وقال:
أبلغ قحافة عنّا فى ديارهم ... والحرب تكشر عن ناب وأضراس
أنّا قتلنا بترج «6» من سراتهم ... سبعين مقتبلا «7» صرعى بعبّاس
قحافة: حىّ من خثعم. وترج: فى ديار خثعم.
وقد حذف الأحوص الهاء ببيشة، وأتى به على التذكير، فقال:
تحلّ بخاخ أو بنعف سويقة ... ورحلى ببيش أو تهامة أو نجد ويروى: ببيش بفتح الباء، وهو موضع آخر. وقال يعقوب: بيشة وتربة ورنية والعقيق: أودية تنصبّ «1» من جبال تهامة، مشرقة «2» فى نجد. قال:
وبعض بيشة لبنى هلال، وبعضها لسلول.
هكذا نقلته من خطّ يعقوب: رنية بالنون، وغيره يقول: رقية، بالقاف.
وبيشة أخرى؛ وهى بيشة السّماوة، وهى ماسدة؛ قال مزرّد:
لأوفى بها شمّ كأنّ أباهم ... ببيشة ضرغام غليظ السّواعد
ومن كلام خالد بن صفوان، وكان قدم على هشام بن عبد الملك، فسأله كيف كان فى مسيره؟ فقال: فى بعض كلامه، حتّى إذا كنّا ببيشة السّماوة، بعث الله علينا ريحا حرجفا «3» ، انجحرت لها «4» الطير فى أوكارها، والسباع فى أسرابها، فلم أهتد لعلّم لامع، ولا لنجم طالع.
ولمّا قدم جرير بن عبد الله على النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال له: أين منزلك؟ قال بأكناف بيشة. يعنى بيشة السماوة.
وروى القتبى من طريق عمران بن موسى، عن الزّهرىّ عن عبيد الله، عن عبد الله بن عبّاس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل جرير بن عبد الله عن منزله ببيشة، فقال: شتاؤها «5» ربيع، وماؤها يريع «6» ، لا يقام ما تحها «7» ، ولا يحسر صابحها «1» ، ولا يعزب سارحها «2» . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
خير الماء الشّبم «3» ، وخير المال الغنم، وخير المرعى الأراك والسّلم، إذا أخلف كان لجينا «4» ، وإذا سقط كان درينا «5» وإذا أكل كان لبينا «6» .
قال أبو محمّد: هكذا روى «خير الماء الشّبم» ، وأنا أظنّه السنم «7» ، أى الماء الجارى على وجه الأرض. وانظر بيشة فى رسم شابة.
 

مصادر و المراجع :

١- معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع

المؤلف: أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي (المتوفى: 487هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید