المنشورات

تبوك

بفتح التاء، وهى أقصى أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهى من أدنى «1» أرض الشام. وذكر القتبىّ من رواية موسى بن شيبة، عن محمّد بن كليب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء فى غزوة تبوك وهم يبوكون حسيها بقدح، فقال: ما زلتم تبوكونها بعد؟ فسمّت تبوك.
ومعنى تبوكون: تدخلون فيه السّهم وتحركونه، ليخرج ماؤه.
وقال بحير بن بجرة الطائىّ:
تبارك «2» سائق البقرات إنّى ... رأيت الله يهدى كلّ هاد
فمن يك حائدا عن ذى تبوك ... فإنّا قد أمرنا بالجهاد
ومعنى قوله تبارك سائق البقرات: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خالد بن الوليد من تبوك إلى أكيدر دومة، رجل من كندة نصرانىّ كان عليها، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالد إنّك ستجده يصيد البقر.
فخرج خالد حتّى إذا كان من حصنه بمنظر، فى ليلة مقمرة، وهو على سطح له، فباتت بقر الوحش تحكّ قرونها بباب القصر، فقالت له امرأته: هل رأيت مثل هذا قطّ؟ قال: لا والله، فنزل، فأمر بفرسه، فأسرج له، فركب، وركب معه نفر من أهل بيته، فيهم أخ له يقال له حسّان، وخرجوا معهم «3» بمطاردهم، فتلقّتهم خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذته، وقتلوا أخاه وعليه قباء ديباج مخوّص بالذهب؛ وهو الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لمناديل سعد بن معاذ فى الجنّة أحسن منه. فحقن رسول الله صلى الله عليه وسلم دم أكيدر بن عبد الملك، وصالحه على الجزية.
 

مصادر و المراجع :

١- معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع

المؤلف: أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي (المتوفى: 487هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید