المنشورات

أول من اتخذ الديوان عمر

أخبرنا أبو أحمد قال: أخبرنا الصولى عن العادى قال: حدثنا ابن الضحاك عن الهيثم بن عدى عن عوانة قال: جاء مال من البحرين الى أبى بكر، فساوى فيه بين الناس، فغضب الانصار، فقالوا: ما فضلنا، فقال لهم أبو بكر: صدقتم ان أردتم أن أفضلكم فقد صار ما عملتموه للدنيا، وان شئتم كان ذلك لله وللدين، فقالوا: والله ما عملناه الا لله، وانصرفوا، فرقى أبو بكر المنبر، فحمد الله واثنى عليه، ثم قال: يا معشر الانصار، لو شئتم ان تقولوا:
أنا آويناكم وشاركناكم فى أموالنا. ونصرناكم بانفسنا لقلتم، وان لكم من الفضل ما لا يحصى عدده وان طال به الامد، فنحن وانتم كما قال الغنوى
جزى الله عنّا جعفرا حين أزلفت «1» ... بنا نعلنا فى الواطئين فزلّت
أبوا أن يملّونا ولو أنّ أمّنا ... تلاقى الّذى لا قوه منّا لملّت
هم أسكنونا فى ظلال بيوتهم ... ظلال بيوت أدفأت وأكنّت
ثم قام عمر، فأتاه أبو هريرة من البحرين بثمانمائة ألف درهم، وقيل:
خمسمائة ألف درهم، فخطب وقال: قد جاءكم مال، فإن شئتم كلته كيلا، وإن شئتم عددته عدا، فقال الفيرزان: ان العجم يدونون ديوانا «2» يكتبون فيه ما لواحد واحد، وأراد عمر ان يبعث بعثا، فقال له الفيرزان: ان تخلف رجل عن هذا البعث كيف تصنع؟ وكيف تعلم عاملك بخبره؟ وأشار عليه الديوان فعمله. وجعل المال فى بيت مال، ثم قال بمن نبدأ؟ فقيل: بنفسك، فقال:
بأهل بيت رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- فبدأ بازواج النبى، فجعل لعائشة اثنى عشر ألفا فى كل سنة، وكتب أزواج النبى فى عشرة آلاف لكل واحدة، «3» وكتب بعد أزواج النبى عليا- عليه السلام- فى خمسة آلاف، ومن شهد بدرا من بنى هاشم، ثم كتب عثمان فى خمسة آلاف، ومن شهد بدرا من موالى بنى أمية على سواء، ثم قال: بمن نبدأ؟ قالوا: بنفسك، قال: بل نبدأ بآل أبى بكر، فكتب طلحة فى خمسة آلاف، وبلالا فى مثلها، ثم كتب لنفسه، ومن شهد بدرا من بطون قريش خمسة آلاف، ثم كتب الانصار فى أربعة آلاف، فقالوا: قصرت بنا عن اخواننا، قال: أجعل الذين قال الله لهم لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً
«1» مثل من أتته الهجرة فى داره قالوا: رضينا، ثم كتب لمن شهد فتح مكة فى ألفين فى كلام هذا معناه.

















مصادر و المراجع :      

١- الأوائل

المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)

الناشر: دار البشير، طنطا

الطبعة: الأولى، 1408 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید