المنشورات

أول مولود ولد فى الاسلام قبل الهجرة عبد الله بن عمر

وأمه زينب بنت مظعون الجمحى، تزوجها عمر فى الجاهلية فولدت له عبد الله، وعبد الرحمن الاكبر، وحفصة، وكان عبد الله ممن لم يدخل فى الفتنة، «1» وممن لا يرى طلاق المكره، وكان اذا اغتسل من الجنابة غسل داخل عينيه حتى ذهب بصره، فاذا توضأ غسل بيده الى منكبه، ودخل على بعض الأمراء فأحضر له بربطا، «2» فقال: أتعرف هذا يا أبا عبد الرحمن؟ فقال نعم.
هذا ميزان جيرانى، وذلك من سلامة قلبه.
وأعجب من غسل عبد الله داخل عينيه من الجنابة صنيع أنس بن مالك، وأبى طلحة الانصارى أخبرنا أبو أحمد عن الصولى عن المغيرة بن محمد عن على بن محمد بن سليمان النوفلى عن أبيه قال: قلت لعيسى بن جعفر: وهو والى البصرة، لو أحضرت عدة من الفقهاء والأدباء، وأطايب الناس مجلسك فى كل أسبوع يوما، فتغدوا عندك وتذاكروا الفقه والآثار وأخبار الناس، فتستفيد معرفة وذكرا حسنا، فقال: اختر لى منهم عشرة، واقبض كل شهر الف درهم، وفرقه فيهم، فلما حضروا تذاكروا أنس بن مالك، فقلت: ولاه الحجاج نيسابور من أرض فارس، فأقام فيها سنتين يقصر الصلاة ويفطر، ويقول: ما أدرى كم مقامى ومتى يوافينى العزل، فانكر عيسى ذلك، فتبادر القوم بالأسانيد بصحته، فقلت: أعجب من هذا صنيع أبى طلحة الانصارى، كان يأكل البرد فى شهر رمضان، ويقول: ليس بطعام ولا شراب، فأنكره عيسى، فتبادر القوم بالأسانيد، فقال حماد بن زيد: كأنك تحب أن تذكر مساوىء أصحاب رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- فقلت: والله ما قصدت ذلك، ولا أبغضت واحدا منهم، ولكنى أعلمك أنك على خطأ اذا حدثت عن النبى أنه قال: (أصحابى كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) فترسل هذا ولا توضحه فيسمعه من لا يدرى، فيفعل فعل أبى طلحة وأنس، فيكون الاثم عليك. وانما عنى- صلّى الله عليه وسلم- العلماء منهم، مثل عمر وعلى وابن مسعود ومعاذ بن جبل ومن شابههم، لا على الجمهور.
















مصادر و المراجع :      

١- الأوائل

المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)

الناشر: دار البشير، طنطا

الطبعة: الأولى، 1408 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید