المنشورات

أول من غنى الغناء العربى طويس

وقالوا جرادة جارية ابن جدعان، فمن قال ان طويسا أول من غنى قال:
كانت الفرس والروم فى أيام ابن الزبير- لما هدمت الكعبة- يبنونها ويغنون بألحانهم، فسمعها المغنون فنقلوها الى العربى، وكانوا قبل ذلك لا يتجاوزون الرمل والهزج «1» واول من ابتدأه طويس، وطويس اول مشئوم ولد فى الاسلام، ولد يوم توفى- صلّى الله عليه وسلم- وفطم يوم مات أبو بكر- رضى الله عنه- وبلغ الحلم يوم قتل عمر- رضى الله عنه- وتزوج يوم قتل عثمان- رضى الله عنه- وولد له يوم قتل على- رضى الله عنه وكان يكنى أبا عبد النعيم، «2» وكان يقول: أنا أبو عبد النعيم، وأنا طاوس الجحيم، واحتج من قال: ان أول من غنى جرادة، بأن اسحاق الموصلى ذكر للجرادتين، جاريتى عبد الله بن جدعان فى المائة المختارة لحنا من الثقيل الاول وهو:
أقفر من أهله مصيف ... فبطن نخلة فالعريف
هل تبلغنّى ديار قومى ... مهريّة سيرها لفيف «3»
يا أمّ عثمان نوّلينا ... قد ينفع السّائل الطّفيف
أعمامها الشّم من لؤىّ ... صيد وأخوالها ثقيف «4»
ولم تزل الجرادتان فى ملك ابن جدعان حتى أسن فوهبهما لامية ابن أبى الصلت.
أخبرنا أبو أحمد عن الصولى عن الزبير بن بكار عن جعفر ابن الحسن عن ابراهيم بن أحمد قال: قدم أمية بن أبى الصلت على عبد الله بن جدعان فلما دخل عليه قال له عبد الله: أمر ما أتى بك! قال: كلاب غرماء نبحتنى ونهشتنى، فقال له عبد الله: وأنا على حقوق لزمتنى، فأنظرنى قليلا أنجم «1» ما فى يدى، وقد ضمنت قضاء دينك، ولا أسألك عن مبلغه، فأقام أياما ثم أتاه، فأنشأ يقول:
أأذكر حاجتى أم قد كفانى ... حياؤك انّ شيمتك الحياء
وعلمك بالامور فأنت قرم ... لك الحسب المهذّب والسّناء
كريم لا يغيّره صباح ... عن الخلق الكريم ولا مساء
تبارى الرّيح مكرمة وجودا ... اذا ما الكلب اجحره «2» الشّتاء
اذا أثنى عليك المرء يوما ... كفاه من تعرّضه الثّناء
فلما أنشده هذا الشعر، كانت عنده قينتان قال: خذ أيهما شئت، فأخذ احداهما وانصراف، فمر بمجلس من مجالس قريش، فلاموه على أخذها، فقالوا: قد ألفيته عليلا، فلو رددتها عليه، فانه يحتاج الى خدمتها كان ذلك أقرب لك عنده، وأكثر من كل حق ضمنه، فوقع الكلام من أمية موقعا، فرجع ليردها، فقال له ابن جدعان: لعلك انما تردها لان قريشا لاموك على أخذها، فقال: ما أخطأت يازهير، وأنشد:
عطاؤك زين لامرىء ان حبوته ... كسيب وما كلّ العطاء يزين
وليس بشين لامرىء بذل وجهه ... اليك كما بعض السّوال يشين
فقال عبد الله خذ الاخرى، فأخذهما وخرج، فلما صار الى القوم أنشأ يقول:
وما لى لا أحيّيه وعندى ... مواهب يطّلعن من النّجاد
لأبيض «1» من بنى عمرو بن تيم ... وهم كالمشرفيّات الحداد
لكلّ قبيلة هاد ورأس ... وأنت الرّأس تقدم كلّ هادى
عماد «2» البيت قد علمت معدّ ... وانّ البيت يرفع بالعماد
له داع بمكّة مشمعلّ «3» ... وآخر فوق دارته ينادى
الى ردح من الشّيزى عليها ... لباب البرّ يلبك بالشّهاد «4»
وقال فيه:
ذكر ابن جدعان بخير ... كلّما ذكر الكرام
من لا يخون ولا يعق ... ولا يبخّله الانام «1»
يهب النّجيبة والنّجيب له الرّحالة والزّمام «2» وذكر أبو اسحاق الموصلى ان اول من غنى الغناء العربى سعد بن منجح أبو عثمان «3» ، وقالوا: أبو عيسى مولى لبنى مخزوم ومن عنائه:
أسلام انّك قد ملكت فاسجحى ... قد يملك الحرّ الكريم فيسجح «4»
منّى على عان أطلت عناءه ... فى الغلّ عندك والعناة تسرّح «5»
إنّى لأنصحكم وأعلم أنّه ... سيّان عندك من يغشّ وينصح
والذى عليه أكثر العلماء أن طويسا أول من غنى الغناء العربى.
النبى- صلّى الله عليه وسلم- ونحن متلفعات بمروطنا «1» بين المغرب والعشاء، فسلمت ونسبنى فانتسبت، ونسب صاحبتى فانتسبتا، فرحب بنا ثم قال: حاجتك، فقلت: يا رسول الله! جئنا نبايعك على الاسلام، فقد صدقناك، وشهدنا ان ما جئت به حق، فقال رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- قد بايعتكن، قالت أم عامر:
فدنوت منه، فقال: انى لا أصافح النساء، قولى لالف امرأة كقولى لامرأة واحدة.
وقد روينا ان عليا- عليه السلام- قال لمعاوية فى بعض منازعاتهما:
يا ابن اللخناء، «2» فقال معاوية: دع أبا الحسن ذكر أمى، فما هى بأخس نسائكم، وقد بايعت النبى- صلّى الله عليه وسلم- فصافحها، وما رأيته صافح امرأة غيرها، فعلى مقتضى هذا الخبر، تكون هند أول من صافحها رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- من النساء «3» .
وقالوا: أول من بايعت النبى- صلّى الله عليه وسلم- أم سعد كبشة بنت رافع، وأم عامر بنت يزيد بن السكن وحواء بنت يزيد بن السكن.















مصادر و المراجع :      

١- الأوائل

المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)

الناشر: دار البشير، طنطا

الطبعة: الأولى، 1408 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید