المنشورات

قد غيَّر الربع بعد الحىّ إقفار ... كأنه مصحف يتلوه أحبار

قال جرير أيضًا يهجو الفرزدق:
1 قد غيَّر الربع بعد الحىّ إقفار ... كأنه مصحف يتلوه أحبار
2 ما كنت جرّبت من صدق ولا صلة ... للغانيات ولا عنهن إقصار
3 أسقى المنازل بين الدام والأدمى ... عين تحلَّب بالسَّعدين مدرار
المدرار: الكثيرة الصب، والدام والأُّدمى: مواضع.
4 كأنما برقها والودق منضرج ... بلق تكشَّف بين البلق أمهار
الودق: المطر بعينه، وتكشُّفها: ضرحها بأرجلها تذبُّ عن أمهارها
انضراجها: انشقاق الغمام عنها فشبَّة لمعان البرق بذلك.
5 يا شبَّ يا قنب بغل مسَّه حلق ... لوَّى جحافله في السُّوق بيطار
الحلق: يصيب الدابة من الفساد: يحلق جردانه فيتقشر، وشية ابن عقال بن شبة بن عقال بن محمد بن سيفان بن مجاشع.
6 يا شبَّ إن الحبارى لن يناظرها ... مستلحم أسفع الخدين مبكار
من البكور.
7 يا شبَّ ويلك ما لاقت فتاتكم ... لن يدرك السّبر من غمران مسبار
8 يا شبَّ لن يستطيع الحرب إذ حميت ... عظم خريع وفيه المخَّة الرار
الخريع: الضعيف، والرار: المخ الرقيق.
9 يا شبَّ ما زال في قيس لآنفكم ... رغم ورغم وأوتار وأوتار
10 يا شبَّ ويحك لا تكفر فوارسنا ... يوم ابن كبشة عاتى الملك جبار
هذا ابن الجون الكندي قتل يوم ذى نجب وقد مر.
11 لولا حماية يربوع نساءكم ... كانت لغيركم منهنَّ أطهار
12 حامي المسيَّب والخيلان في رهج ... أزمان شبَّة لا يحمي ونعَّار
النَّعار: هاهنا المنهزم، وأصله من العرق النعار الذي لا يرقأ دمه ولا أعرف المسيَّب.
13 إذ لا عقالٌ يحامي عن ذماركم ... ولا زرارة لا يحمي وزرار
أراد بزرار: كل من كان بسبب زرارة.
14 إن الحواري لو نادى فوارسنا ... لاستشهدوا أو نجا والقوم أحرار
15 إن الفرزدق من يعلق زيارته ... يوبن برجس وللسوءات زوار
16 إن الفرزدق يا مقداد زائركم ... يا ويل قدِّ على من تغلق الدار
قد ومقداد: من بني مسلمة بن عبيد وكان الفرزدق نزل عليهم بحجر اليمامة وهم من بني حنيفة.
17 أين المحامون من أولاد مسلمة ... أم أين أين بنو بدر وسيار
ويروى: بني بدر.
18 ما زال في الدار حامٍ عن ذماركم ... عند النساء عذوم النفس مغيار
19 يا شبَّ أمُّك ينخوبيَّة وقبي ... أزري بها لهجم بالصيف هدَّار
الينخوبية: التي لا عقل لها. واللهجم: الواسع، يقال: لهجم، ولُهاجم، ولُهامج: إذا كان واسعًا. ورجل وقبان وامرأة وقبي: إذا كان أحمق، وأنشد للأسود بن يعفر:
أبني نجيح إنّ أمَّكم ... أمة وإن أباكم وقب
أكلت خبيث الزاد فاتخمت ... عنه فشمَّ خمارها الكلب













مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید