المنشورات

لجَّت أمامة في لومي وما علمت ... عرض السماوة روحاتي ولا بكري

قال جرير يمدح عمر بن عبد العزيز:
1 لجَّت أمامة في لومي وما علمت ... عرض السماوة روحاتي ولا بكري
ع: السماوة: أرض لكلب. ونصب "عرض" على الصفة، كأنه قال: في عرض.
2 ولا تقعقع ألحى العيس قاربة ... بين المزاج ورعني رجلتي بقر
هذه كلها مواضع.
ع: إذا هزت رؤوسها في السير تقعقعت ألحيها، وهي جماعة لحى. والعيس: إبل بيض. وقال الأصمعي: يخلط بياضها شيء من شقرة. والقاربة: التي تقرب من الماء، وليلة القرب: الليلة التي تصبّح فيها الماء، وليلة التحويز: قبل ليلة الطَّلق، لأن الراعي يحوز الإبل ويجمعها وهي في ذلك ترعى، ثم يجد في طردها ليلة الطلق، وليلة القرب أشدُّها. قال عمارة: المزاج: على متن القعقاع من طريق الكوفة. ورجلتا بقر: بأسافل الحزن، حزن بني يربوع، وبها قبر بلال بن جرير. والرِّجل: جماعة رجلة؛ وهي مسايل المياه إلى الأودية.
3 ما هوَّم القوم مذ شدوا رحالهم ... إلا غشاشًا لدى أعضادها اليسر
التهويم: النوم القليل. والغشاش: العجلة، يقال: أغشَّني عن حاجتي: إذا أعجلني عنها.
ع: التهويم: النوم القليل بليل أو نهار، ويقال: قد هنع: إذا نام نومًا قليلًا، ويقال: قد هجع وقد هجد: إذا نام قليلًا، ويكون الهجوع بالنهار ولا يكون الهجود إلا بالليل. واليسر: جمع يسرى، ويقال: قعد فلان على يسرى فلان وعلى شؤمى يديه وعلى يمنى يديه، والراكب يتوسَّد يسرى راحلته لأنها مما يلي جانب الزمام، ولأن من الجانب الأيسر الركوب والغشاش: القليل على عجلة.
4 يضرحن ضرحًا حصى المعزاء إذ وقدت ... شمس النهار وعاد الظل للقصر
ع: يضرحن: يلقين ويطرحن. والمعزاء: أرض غليظة فيها حصى صغار، وعاد الظل للقصر: هذا في وقت الهاجرة حين صار ظل كل شيء تحته، ويقال في هذا الوقت: قد عقل الظل، فيقول: هي نشيطة في ذلك الوقت الذي تسدر فيه الإبل.
5 يومًا يصادى المهارى الخوص تحسبها ... عور العيون وما فيهن من عور
ع: يصادى: يدارى ويساهل. يقول: فكأن اليوم يداريهن لم يسكرهن حره. والخوص: الغائرات الأعين من الكلال، والواحد: أخوص وخوصاء وقد خوصت تخوص خوصًا، ويقال بئر خوصاء: إذا كانت غائرة الماء. وقوله: تحسبها عور العيون: أي اشتد غؤورها من التعب.
6 قد طال قولي إذا ما قمت مبتهلًا ... يا رب أصلح قوام الدين والبشر
ع: مبتهلًا: مجتهدًا في الدعاء، يقال: قد تباهل القوم: إذا تلاعنوا ويقال: عليه بهلة الله: أي لعنة الله. ويقال: هو قوام الأمر وقيامه، وقد حكيت: قوامه بالفتح، ويقال: إنه لحسن القوام بالفتح لا غير.
7 خليفة الله ثم الله يحفظه ... والله يصحبك الرحمن في السفر
8 إنا لنرجو إذا ما الغيث أخلفنا ... من الخليفة ما نرجو من المطر
9 يا ربَّ سجل مغيث قد نفحت به ... من نائل غير منزوح ولا كدر
ع: ويروى: غير منزور، السجل: العطاء، وأصله: الدلو فيها ماء، ولا يقال للدلو سجل ولا ذنوب إلا وفيها ماء، والذَّنوب أكثر ماءً من السجل، وكان عمارة لا يفرق بينهما. نفحت به: أعطيته. والنائل: العطاء، يقال: ناله ينوله وأناله ينيله، ورجل نال: إذا كان كثير النوال وامرأة نالة. والمنزوج: أصله من نزحت البئر: إذا استقيت كل ماء فيها، وهي بئر منزوحة.
10 أأذكر الجهد والبلوى التي نزلت ... أم قد كفاني الذي بلِّغت من خبري
11 مازلت بعدك في دار تعرَّقني ... قد عيَّ بالحي إصعادي ومنحدري
يقول: قد أصعدت وانحدرت في كشف ما بالحي وبي فلا أقدر عليه. وروى يعقوب: قد طال في الحي، وقال: قال أبو صخر: من أخذ نحو الغور فقد أصعد، ومن أخذ إلى أسفل مضر فقد انحدر، وسفلى مضر مما يلي البصرة: عمرو بن تميم، ومما يلي البحرين: سعد، وعلياها كنانة قريش.
12 لا ينفع الحاضر المجهود باديه ... ولا يعود لنا بادٍ على حضر
13 كم بالمواسم من شعثاء أرملة ... ومن يتيم ضعيف الصوت والنظر
ع: كل مجتمع من الناس كثير فهو موسم ومن هذا سمي موسم منًى. والأرملة التي لا زوج لها، والأرملة: الفقيرة إن كان لها زوج، وقد أرمل القوم: إذا ذهب زادهم: وقال الأصمعي: اليتيم في الناس من قبل الأب وفي البهائم من قبل الأم.
14 يدعوك دعوة ملهوف كأن به ... مسًا من الجن أو خبلًا من النُّشر
ع: يقال: بنو فلان يطالبون بني فلان بدماء وخبل: أي بقطع أيد وأرجل وجراحات. والنُّشر. السّحر.
15 ممَّن يعدّك تكفي فقد والده ... كالفرخ في العش لم يدرج ولم يطر
16 يرجوك مثل رجاء الغيث تجبرهم ... بوركت جابر عظم هيض منكسر
ع: الهيض: أن يجبر العظم فلا يستحكم ثم يصيبه شيء يوهنه. ويقال: قد بورك فيه وقد بورك فلان، وبارك الله فيك، وباركك وبارك عليك: ويروى: رجاء الغيث يجبرهم بالياء.
17 فإن تدعهم فمن يرجون بعدكم ... أو تنج منها فقد أنجيت من ضرر يقول: أي: من جهد وضيق.
18 خليفة الله ماذا تأمرون بنا ... لسنا إليكم ولا في دار منتظر
يقول: لسنا عندكم فنعيش في ظلكم ولا في دار إقامة.
ع: ولا في الأرض لنا معيشة.
19 أنت المبارك والمهديُّ سيرته ... تعصي الهوى وتقوم الليل بالسُّور
20 أصبحت للمنبر المعمور مجلسه ... زينًا وزين قباب الملك والحجر
21 نال الخلافة إذ كانت له قدرًا ... كما أتى ربَّه موسى على قدر
ويروي: عزَّ الخلافة بل كانت له قدرًا.
ع: عز الخلافة: أخذها بعز وقهر، يقال: قد عزَّه يعزه: إذا غلبه وقهره.
22 فلن تزال لهذا الدين ما عمروا ... منكم عمارة ملك واضح الغرو
ع: ويروى: لأهل الدين: أي لأهل الإسلام. عمروا: عاشوا.
23 هم ما هم القوم ما ساروا وما نزلوا ... إلا بسوسون ملكا عالي الخطر
ع: ويروي: عالي السور. والسُّورة: الرِّفعة والفضيلة. وقوله: هم ما هم: على وجه التعجب. ثم فسر فقال: القوم ما ساروا وما نزلوا.
24 ما صاح من حيَّة ينمي إلى جبل ... إلا صدعت صفاة الحية الذكر
وروى يعقوب: ما كان من حية. أراد: ما كان من عدو يمتنع إلا ظفرت به.
25 أخوالك الشُّمُّ من قيس إذا فزعوا ... لا يعصمون حذار الموت بالعذر
أراد جدته أم عاصم بنت عمَّار بن سفيان الثقفي. والعذر: جماعة عذرة وهو شعر العرف، يقول: يستمسكون بشعر الأعراف من فروستهم، وأنشد لابن قرقرة وكان رضيع النعمان بن المنذر ومضحكه وكان من أهل البحرين:
يا ويح نفسي كيف أصرعه ... مستمسكًا واليدان في العرف
ع: أراد بأخواله: أي أمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، وأمها ثقفية، وأم الثقفية سعدية. والإعصام: الاستمساك بعرف الدابة أو بالقربوس.
26 كم قد دعوتك من دعوى مجلّلة ... لما رأيت زمان الناس في دبر
مجللة: عامة في دبر: في إدبار
27 لتنعش اليوم ريشي ثم تنهضني ... وتنزل اليسر مني منزل العسر
يقال: نعشه الله ينعشه، ولا يقال: أنعشه.
28 فما وجدت لكم ندًّا يعادلكم ... وما علمت لكم في الناس من خطر
29 إني سأشكر ما أوليت من حسن ... وخير من نلت معروفًا ذوو الشكر
يقال: نلته بالعطاء وأنلته.














مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید