المنشورات

حيوا الديار وأهلها بسلام ... ربعًا تقادم أو صريع خيام

قال جرير يهجو عمر بن لجأ:
1 حيوا الديار وأهلها بسلام ... ربعًا تقادم أو صريع خيام
2 بالعنبرية والنَّحيت أوانسٌ ... قدن الهوى بتخلب وعذام
الخلب: الجرح، يقال: خلبه يخلبه خلبا. يقول: خلبن قلوبنا وهن يعذمننا عنهن، والعذم: العض بالكلام.
3 أطربت أن هتف الحمام وربما ... أبكاك بعد هواك شجو حمام
4 فاصطاد قلبك من وراء حجابه ... من لا يرى لسنين غير لمام
5 أما الوصال فقد تقادم عهده ... إلا الخيال يعود كل منام
6 لا تتركنِّى للَّذى بى مسلما ... فيصاب سمعى أو تسلَّ عظامى
ويروى: فيصاب قلبى.
7 خبرتما خبرًا فهاج لنا الهوى ... يا حبذا الجرعات فوق سنام
سنام: جبل على ليلة من البصرة.
8 فإذا أفضنا فى المنازل عبرةً ... موليَّةً فتروَّحا بسلام
9 روحوا فقد منع الشفاء وقد نرى ... أن الرواح بغلتي وسقامي
الغلة: حرارته وشوقه إليها، وأصل الغلة: العطش.
10 وكأن روحتهنَّ بين يلملم ... والنعف ذى السَّرحات أوب نعام
النعف: الجانب الذى يعترض لك ويلوح لك. والسرحات: جمع سرحة: وهى شجر معروف.
11 ولقد ذكرتك والمطى خواضع ... مثل الجفون ببرقتى أرمام
يعنى جفون السيوف.
12 قد طال حبُّك لو يساعفك الهوى ... نجدًا وأنت بنخلتين تهامى
13 يا تيم لو صدق الفرزدق لم يعب ... فى الجرى بعد مداى واستحدامى
المدى: الغاية. واستحدامه: التهابه فى الجرى. وروى عمارة: واستحكامى.
14 قد قطَّعت نفس المجرِّب غايتى ... وتضرُّ بالمتكلِّف الزَّمَّام
الزمام: المتكبر الزامّ بأنفه.
15 يا تيم ما أحدٌ بألأم منكم ... إن اللئام علىَّ غير كرام
16 ومن العجائب أن تيمًا كلَّفت ... جعلى بريزة كلَّ أصيد سام
أراد: برزة أم عمر بن لجأ. والجعلان: عمر بن لجأ وعلقة التيمى.
17 ما كنت فى الحدثان تلقى قهوسًا ... متلببًا بمحامل ولجام
قهوس: جد عمر: والتلبب: لبس السلاح.
18 احبس رباطك حيث كنت مسبَّقًا ... واسكت فغير أبيك كان يحامي
19 إن الكرام لها مكارم أصبحت ... تنمى وسعى أبيك ليس بنام
20 وبنىُّ برزة مقرف، فى نعله ... قدم لئيمة موضع الإبهام
21 أمدحتم الجمل الكريم بناته ... لكن بنات أبيك غير كرام
كان عمر بن لجأ مولعًا بمدح الإبل، وهو يقول:
لما خشيت نسبى إضوائها ... من قبل الأم ومن أبنائها
اخترت والعين على استمائها ... آدم مبنيًّا على بنائها
من دحمها والعرق من سواها
يقول: إن كان فحلكم كريمًا فإن أباك غير كريم النسل، يقال: فلان دحم فلان، ونجار فلان وضرب فلان ومثل فلان: بمعنى.
22 وهزلتم لجأ وأنت تصرُّها ... غبًّا تقلد دهمها برمام
يقول: هزلت أباك فلم تسقه من ألبانها وأنت تضرُّها ضنًّا وبخلا وتقلدها قطع الحبال: وهى الرمام، عوذًا من العين.
23 قبِّحت من إبل وقبح ربُّها ... كوم الفصال قليلة الغرّام
يريد أن فصالها سمان كوم، لأنهم لا يسقون ألبانها، ولا يعطون منها غارمًا ولا ذا حق.
24 يا تيم إن عروسكم أزرى بها ... رصع وتحمل مثل ثيل دهام
الرَّصَّع والرَّسح: واحد. والثِّيل: وعاء مقلم البعير. يريد أنها
معبرة والدُّهام: فحل من الإبل.
ع: الكبش المعبر: الذى يجز صوفه ويترك له منه شئ شبيه بالسنام لا يجز، فأراد أنها معنبرة البظر.
25 ومعرمض فضح البناء كأنه ... جفر تساقط فيه ريش حمام
فضح البناء: أراد أنه وجدها ثيبًا، لم يجدها بكرًا. والمعرمض: أراد فرجًا قذرًا عليه مثل العرمض الذى على الماء.
26 يسودّ جلد جنينها لثلاثة ... لؤمًا يتم هلال كل تمام
يريد أنها لا تلد إلا أسود من لؤم رحمها.
ع: يريد أن فى كل هلال يتم لها لؤم جديد.
27 تيمية متقبِّضٌ جعل استها ... تعوى كلاب ثلاثة الأصرام
ع: أراد شعرتها.
الأصرام: جماعة صرم: وهى البيوت المجتمعة ما بين العشرين بيتًا إلى الثلاثين يريد أنها لا تقر بالليل تنبح عليها الكلاب.
28 ما كان فى سنة ليرحض قنبها ... ماء الفرات بنورة الحمَّام
الرحض: الغسل.
29 يا تيم قد وجد الرجال بناتكم ... أفضت مثاقبها إلى الأسرام
30 قبح الإله على المريرة أقبرا ... أصداؤهن يصحن كلٍّ ظلام
31 قبح الإله على المريرة نسوة ... خضر الجلود يبتن غير نيام
خضر الجلود: سود.
32 قد طالما وأبيك ذدنا عامرًا ... بالخيل والرؤساء من همَّام
همام بن مرة بن ذهل بن شيبان.
33 إذ كنت يا جعل الشقيقة غافلا ... عن يوم شدتنا على بسطام
ع: الشقيقة الرملة بين جلدين.
34 ألحقننا بأبى قبيصة بعدما ... دمى الشكيم وماج كلُّ حزام
35 الواقفين على الثغور جيادهم ... والمحرزين مكارم الأيام
36 كم قد أفاء فوارسى من رائسٍ ... عركٍ ومن ملكٍ وطئن همام
37 لأبى الفضول على أبيك ولم تجد ... عما بلغت بسعيه أعمامي
38 فأنا ابن زيد مناة بين فروعها ... لن تستطيع بجيدريك زحامى
الجيدر: القصير الدميم، أراد أباه وعمه.
39 هل تحبسنَّ من السواحل جزية ... أو تنقلنَّ رواسى الأعلام
40 يا تيم إن بنى تميم دافعت ... عنى مناكبهم وعزّ مقامى
41 تلك الجبال رميت من أركانها ... فاسأل بريزة أيَّهن ترامى
42 يا تيم إن لآل سعد عندكم ... نعمًا فكيف جزيت بالإنعام
43 سعد بن زيد مناة فك كبولهم ... والتيم عند يحابر وجذام
يحابر: مراد بن مالك بن أدد، وإنما سمى مرادًا لأنه تمرد على طيئ.
وجذام: ابن مرة بن أدد.
44 سعدٌ هم المتيمِّنون بأمرهم ... وهم الضياء لليلة الإظلام
45 سعد إذا نزل العدو حماهم ... ردّوا عليه بحومةٍ القمقام
القمقام: العدد الكثير.
46 المظعنين من الرَّمادة أهلها ... بعد التمكن فى ديار مقام
47 يا تيم نسوتكم تركن جلودكم ... خضرًا وفحلة قهوس ودهام
ع: فحلان لئيمان.
48 تيميةٌ قذرٌ تقول لبعلها ... لا تنظرنَّ إذا وضعت لثامى
لثامها: نقابها.
49 يا تيم خالط خبث ماء أبيكم ... يا تيم خبث عصارة الأرحام
50 وفدوا عليك بواقصٍ حدب الصُّوى ... مستعلنٍ لجب الخميس لهام
يقول: وفدوا عليك بجيش يقص كل شئ: يدقه. والصوى: الأعلام واحدها: صوَّة. واللجب: الكثير الأصوات، والخميس: الجيش، واللُّهام الذى يلتهم كل شئ لكثرته.
51 لو تشكر الحسنات تيمٌ لم تعب ... تيم فوارس قعنب وخذام
ع: قعنب من بنى يربوع. وخذام: فارس منهم.
52 شمًّا مساعر للحروب بشزَّب ... تدمى شكائمها من الإلجام
53 نعم الفوارس يعلمون بجعفر ... والطيبون فوارس الحمحام
ع: أى يكون شعارهم فى الحرب بجعفر: جعفر بن ثعلبة بن يربوع. والحمحام: بن عمرو بن أوس بن سيف بن حميرىِّ بن رياح بن يربوع.

















مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید