المنشورات

أهاج البرق ليلة أذرعاتٍ ... هوى ما تستطيع له طلابا

قال جرير يهجو التيم:
1 أهاج البرق ليلة أذرعاتٍ ... هوى ما تستطيع له طلابا
2 فكلّفت النّواعج كلّ يومٍ ... من الجوزاء يلتهب التهابا
3 يذيب غرورهنّ، ولو يصلّى ... حديد الأقولين به لذابا
غرورهن: مخارج عرقهن وما تثني من جلودهن واحدها: عرّ. والأقولان: جبلان معدنا حديد
4 ونضاح المقذ ترى المطايا ... عشيّة خمسهنّ له ذنابى
مقلده: مخرج عرقه من ذفراه. يريد أن الإبل تبع له يوم الخمس لفضل قوته عليها.
5 نعبن بجانبيه المشي نعبًا ... خواضع وهو ينسلب انسلابا
نبعهنّ: نهزهن بروءسهن. وانسلابه: سرعته وانسلاله من بينها.
6 بعثت إليكم السّفراء تترى ... فأمسى لا سفير ولا عتابا
7 وقد وقعت قوارعها بتيمٍ ... وقد حذّرت لو حذروا العقاب
8 فما لاقيت معذرةً لتيمٍ ... ولا حلم ابن برزة مستثابا
9 لقد كان ابن برزة في تميمٍ ... حقيقًا أن يجدع أو يعابا
10 أتشتمني وما علمت تميم ... لتيمٍ غير حلفهم نصابا
11 أتمدح مالكًا وتركت تيمًا ... وقد كانوا هم الغرض المصابا
مالك بن حنظلة.
يقول هذا لعمر بن لجأ وكان ينصر الفرزدق على جرير.
12 إذا عدّ الكرام وجدت تيمًا ... نخالتهم، وغيرهم اللّبابا
13 أبوك التّيم ليس بخندفّي ... أراب سواد لونكم أرابا
رابني الشيء: إذا أنكرته وأرابني: إذا جاء بما تنكره له.
14 ترى للّؤم بين سبال تيمٍ ... وبين سواد أعينهم كتابا
15 عرفنا العار من سبأٍ لتيمٍ ... وفي صنعاء خرزهم العيابا
16 فأنت على يجودة مستذلّ ... وفي الحي الذين علا لهابا
يجودة ولهاب: موضعان
الحي: ع أراد حيّا من اليمن
17 ألم تر أنّ زيد مناة قرم ... قراسية نذلّ به الصّعابا
ع: القراسية الشديد.
18 أتكفر من يجيرك يا بن تيمٍ ... ومن ترعى بقودهم السّحابا
القود: الخيل. يقول: يحمون الثغور حتى تامن أنت وذووك بهم.
19 فما تيم إلى سلفي تميم ... وما تيم تربّبت الرّبابا
20 وما تيم لضبة غير عبدٍ ... أطاع القود واتّبع الجنابا
21 وما تدري حويزة ما المعالي ... وجلهم غير أطرهم العلابا
حويزة وجلهم: بطنان من التيم وأطر العلاب: عطفها وإدارتها.
22 ويوم بني ربيعة قد لحقنا ... وذدنا يوم ذي نجبٍ كلابا
قال ابن حبيب: ربيعة بن عامر بن صعصعة وهذا يوم الرّغام ولا أعرف موضعها.
23 ويوم الحوفزان وأين تيم ... فتعلا يوم ذلك أو تجابا
24 وبسطام سما لهم فلاقى ... ليوثًا عند أشبلها غضابا
25 لكل التيم سحبلة ضغوب ... تقاسم نصف معدته الشرابا
26 مصوتة تفزع من يليها ... وإن عصبت أطار بها الثيابا
ع: إذا عصبت إلى فوق. يريد أنها تنتفخ من أعلاها حتى ترفع ثيابه.
27 فما تيم غداة الحنو فينا ... ولا في الخيل يوم علت إرابا
يوم الحنو: يوم الصّمد
28 سمونا بالفوارس ملجميها ... من الغورين تطّلع النّقابا
النقب: الطريق بين جبلين
29 دخلن حصون مذحج معلمات ... ولم يتركن من صنعاء بابا
30 لعلّ الخيل تذعر سرح تيمٍ ... وتعجل زبد أيسر أن يذابا














مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید