المنشورات
ألم خيال هاج وقرًا على وقر ... فقلت أما حيّيتم زائر السّفر
قال جرير يهجو التيم:
1 ألم خيال هاج وقرًا على وقر ... فقلت أما حيّيتم زائر السّفر
ع: أراد ثقلًا على ثقل
2 بأنّ ضمير القلب قد شفّه الهوى ... وخالط همًا قد تضمنه صدري
3 ونحن لدى أعضاد خوصٍ مناخة ... أصاب عظامًا من أخشتها المبرى
4 رفعت ذميلًا ناقتني فكأنما ... رفعت على موج عدولية تجري
عدولية: سفينة عظيمة من سفن البحر
5 يطرف عينيها الزمام كأنها ... مخرّجة راحت إلى أفرح زعر
المخرجة والمولعة واحد: وهي النعامة فيها لونان: بياض وسواد. والزعر: الفراخ التي لا ريش عليها.
6 نجاران: إمّا شدقميّ نجارها ... وإما غريريّ فيا لك من نجر
نجاران: ضربان. وشدقم: فحل منسوبة إليه. وغرير: من مهرة ابن حديان
7 كما اختار رامٍ من هذيلٍ قياسه ... براهنّ من نبع وعطف ما يبرى
قياس: جمع قوس
8 إذا عمن عومًا في الأزمّة شبّهت ... تقلب حياتٍ على ساحل غمر
شبه اضطراب أزمتها حين تشريها بنهزها بالحيات. تشربها:
تحركها. والغمر: الماء الكثير، والغمر: الغش والعداوة والحقد.
9 تنظرت منظورًا ليزجر قومه ... فقد عذرتني في انتظارهم عذري
منظور بن غالب بن عصمة بن أبير، وكان سيد التيم بالكوفة. وعصمة:
قائل عبد يغوث بن صلاءة الحارثي يوم الكلاب.
10 وقد شقيت تيم بأمر غويها ... وقال لتيم قد أمرتكم أمّري
ع: يريد: قال غويّها- وهو ابن لجأ- لتيم: قد تقدمت إليكم بما تهيأ علينا.
11 أتغترّ تيم بالرّجيمة وابنها ... كما اغترّ كعب بالملمعة القفر
هذا كعب بن مامة الإيادي: وكان آثر بالماء على نفسه، فمات عطشًا. ويروي: بالرّحيبة: أي الواسعة.
ع: الرجيمة: أم عمر، أراد المرجومة
12 فقلت لهم: يا تيم مهلًا فطالما ... أصختم وزدتم للهوان على الصبر
المصيخ: المستمع ساكتًا لا ينبس: ع: أي لا يتحرك
13 إذا سمعت مني حويزة زأرةً ... تحوز داء في حواياهم الأدر
حويزة: قد مر اسمها ومن هي
تحوز: ع: أي تقبض واجتمع
14 كما في حصي تيم ضغيب كأنه ... ضغاء جزاء في قراميصها كدر
الضغيب: صوت الخصية الأدراء. والقراميص: حفر في الأرض تكون فيها، واحدها قرموص
15 لقد عجبت قيس وبكر بن وائلٍ ... وقالت تميم فيم تيم من الفخر
16 فلو غير تيمٍ يفخرون عذرتهم ... أتيم ابن تيم اللّؤم يا سوءة الدهر
ع: السوءة الأمر الفاحش
17 أتفخر تيم بالضّلال ولم يكن ... لهم حسب ذاكٍ ولا عدد مثري
18 فما فخرت تيم بيوم عظيمة ... ولا قبضوا إلا بخالفةٍ صفر
الخالفة: اليد التي لا تقبض على خير، والخالفة من الناس: الذي لا خير فيه والجمع الخوالف، ويقال في الرجل خلافه وخلفنة وخلفناة بمعنى واحد: إذا كان لا خير فيه.
19 بني التيم ما للؤم معدى وراءكم ... ولا عنكم يا تيم للّؤم من قصر
20 كسا اللّؤم تيمًا خضرةً في جلودها ... فيا خزي تيمٍ من سرابيلها الخضر
21 ولو تستعفّ التّيم أو تحسن القرى ... ولكنّ تيمًا لا تعف ولا تقرى
22 فمن يك يستغني ويغبط بالغنى ... فما لابن تيمٍ من فعالٍ ولا وفر
23 ولو يدفن التيميّ ثمّ دعوته ... إلى فضل زادٍ جاء يسعى من القبر
24 ولو شئت غمّ التّيم عمرو ومالك ... وطمّ عليهم قمقمان من البحر
25 ولم تدر تيم ما الأعنّة والقنا ... ولم تدر تيم ما الوراد من الشّقر
26 وقد يحسن التيمي عقد نجافه ... ولم يسحنوا عقد القلادة بالمهر
النجاف: نجاف التيس: وهي خرق تحشى ثم تعقد حذاء ذكره إلى ظهره إذا أرادوا أن يمنعوه السفاد.
27 تفضل تيم في البراد ولا يرى ... فوارس تيمٍ معلمين على الثغر
ويروي: في البراز، والبراز: المكان البارز: يخبر أنهم رعاء يحسنون الرعي وليسوا بفوارس. والبراد: جماعة بردة: وهي البرد: أكسيه الأعراب.
28 ولا يحتبي التيمي قدّام بيته ... ولا يستر التّيمي إلا القدر
29 وألفيت تيمًا لم أجد حسبًا لهم ... وعددت سعدًا والقبائل من عمرو
30 وقد عمرت تيم زمانًا وما يرى ... لنسوة تيمٍ من حفافٍ ولا خدر
الحفاف: المحفة. وهو مركب المرأة موطّاأ يجعل عليه الهودج
31 أتهجون يربوعًا وقد ردّ سيبكم ... فوارسهم والبيض يلوين بالخمر
هذا يوم جزع ظلال وقد مر في النقائض: يوم استنفذ عتيبه بن الحارث بن شهاب سبايا التيم من مالك بن حمار الشمخيّ وعيينة بن حضن بن حذيفة بن بدر الفزاري.
32 خدمن بني غيظ بن مرة بعدما ... خدمن النشاوى شروب بني بدر
33 لقد أعتقتكم يا بن تيمٍ رماحنا ... وذبيان تقضيك الغريم من البكر
يقول: إذا كان على رجل بكر من الإبل أعطوا مكانه رجلًا من التيم.
34 إذا استبئوا خمرًا نقلتم زقاقهم ... إليهم، ولا يسقون تيمًا من الخمر
35 وفدنا عليكم بالعناجيج والقنا ... وأعناق تيمٍ في خماسيّة سمر
أراد: في حبال مضفورة على خمس قوى. وروى أبو عبد الله: في يمانيه شمر: يعني من القدّ.
36 ومنّت على تيمٍ تميم بنعمة ... وما عند تيم من وفاء ولا شكر
37 وتيمية جاواء لم يقص قنبها ... ختان ولم تعقد كرومًا على النّحر
هذا مأخوذ من الناقة القصواء: وذاك أنه يقرض من طرف أذنها قليلًا، فإذا جاز الأخذ إلى النصف فهي جدعاء، فإذا استوعب الأذن فهي مخضرمة. والكروم: الحلى.
38 وما اغتسلت تيمية من جنابة ... ولا غسلت ميتًا بماء ولا سدر
39 إذا ما أرادت أن تباشر مجمرًا ... أبى طول قنبيها فعودًا على الجمر
40 وآية لؤم التيم أن لو عددتم ... أصابع تيمى نقض من العشر
41 فما أوقدوا نارًا ولا دلّ ساريًا ... على حي تيم من صهيل ولا هدر
42 بنو التيم لم يرضوا قديم أبيهم ... فنادوا بتيم من يبادل أو يشرى
43 وأكرم من تيمٍ أبًا قد رميته ... ببائنة العظمين غائرة السّبر
44 ونبّئت تيمًا قد هجوني ليذكروا ... فهذا الذي لا يشتهون من الذكر
45 لقوا وابلًا فيه الصّواعق ترتمي ... أواذيّه ترمي الجنابين بالصخر
مصادر و المراجع :
١- ديوان جرير بشرح محمد بن
حبيب
المحقق: د. نعمان
محمد أمين طه
الناشر: دار
المعارف، القاهرة - مصر
الطبعة: الثالثة
13 يوليو 2024
تعليقات (0)