المنشورات

أتنسى يوم حومل والدّخول ... وموقفنا على الطلل المحيل

قال جرير يهجو التيم والفرزدق:
1 أتنسى يوم حومل والدّخول ... وموقفنا على الطلل المحيل
2 وقالت قد نحلت وشبت بعدي ... بحقّ الشّيب بعدك والنحول
يقول: بحق الشيب أن ينزل بي وأن أنحل. أي لم يعجل على، وإنما شبت في أوان شيبي.
3 كانّ الراح شعشع في زجاج ... بماء المزن في رصف ظليل
الرصف: الحجارة المتدانية المتراصفة ومشعشع: ممزوج.
4 يقول لك الخليل أبا فراس ... لحى الله الفرزدق من خليل
5 خرجت من العراق وأنت رجس ... تلبّس في الظلام ثياب غول
ع: أراد أنه يخرج في الأوقات التي تخرج فيها الغيلان إلى الفسق والزنا
6 وما يخفى عليك شراب حدٍّ ... ولا ورهاء غائبة الحليل
الورهاء: الحمقاء وكذاك الدفنس والدنفس والخرمل والخذعل
7 وأزني من قفيرة حين تمسي ... وألأهج بالمآثم من فصيل
الفصيل: اللاهج بالرضاع.
8 منحت الجار أيرك وهو أعمى ... وبئس منيحة الزمن المحيل
9 إذا دخل المدينة فارجموه ... ولا تدنوه من جدث الرّسول
10 لقد علم الفرزدق أنّ تيمًا ... على شربٍ إذا نهلوا وبيل
الشرّب: الحظ والنصيب، والشرب أيضًا، يكون مصدر ضرب يشرب شربًا وشربًا وشربا.
ع: الوبيل: الذي لا يستمرأ، وهو ذو سقم، والوبال: الهلاك.
11 لنا السّلف المقدّم يا ابن تيمٍ ... إذا ما ضاق مطلع السبيل
12 وأفخر بالقماقم من تميمٍ ... وتفخر بالخبيث، وبالقليل
13 فلن تسطيع يا بن دعيّ تيمٍ ... على دحضٍ مزاحمة القيول
الدحض: المكان الزلق
14 كأنّ التّيم وسط بني تميمٍ ... خصيّ بين أحصنةٍ فحول
15 أعبد التيم إنّ بنى تميمٍ ... تلبّس فيهم أجمي وغيلي

16 وإنّي قد رميتك من تميمٍ ... بعبءٍ لا تقوم له ثقيل
17 فرغت من القيون وعضّ تيمًا ... فرند الوقع ليس بذي فلول
18 وقلت نصاحةً لبني عديٍّ ... ثيابكم ونضح دم القتيل
عدىّ: إخوة التيم. يقول: قد رأيتم صنيعي بتيم فاحذروا أن تلطخوا بي كما أن القتيل من دنا منه ملأ ثيابه فلا تدنن مني.
19 أعبت فوارسًا رجعوا بتيمٍ ... وركضهم مبادرة الأصيل
20 فردّ المردفات بنات تيمٍ ... ليربوعٍ فوارس غير ميل
21 تداركنا عيينة وابن شمخٍ ... وقد مرّا بهن على حقيل
هذا يوم حقيل.
22 رأوا قعس الظهور بنات تيم ... تكشف عن علاهبة الوعول
العلهب: ع الوعل الطويل القرن، المسن، والعلهب: الكبير إذا سن صار قرنه مع ذنبه، فصار ناخسًا. ع: أراد أنها تكشف عن بظور مثل قرون العلاهب من الوعول.
وعولا: علاهبة: وهي المسان
23 لقد خاقت بحوري أصل تيمٍ ... فقد غرقوا بمنتطح السّيول
ع: خاقت: استأصلت، بلد أخوق: إذا كان خلاءً واسعًا
24 قرنت أبا اللّئام، أباك تيمًا ... بأدفي في مناكبه صئول
الأدفى: الضخم المناكب المشرفها كالجبل الأدفى: وهو العالي.
25 بزيد مناة يحطم كل عظم ... بوازله وزدن على البزول
بوازله: أنيابه.
26 علا تيمًا فدق رقاب تيم ... ثقيل الوطء ذو جرزٍ نبيل
الجرز: العظام، من هذا قيل: سيف جزار: إذا كان يقطع العظم
27 لقيت لنا حوامي راسيات ... وجولا يرتمي بك بعد جول
جول كل شيء: أصله وعماده وأشده، يقال: ما لفلان جول ولا معقول إذا لم يكن جله ولا عقل.
28 كأن التيم إذ فخرت بسعد ... إناء الحي تفخر بالحمول
أراد فخر تيم بسعد بن زيد مناة، لأنهم معهم في الرباب.
ع: يقول: الإماء يفخرن بأحداج ساداتهت.
29 ترى التيمي يزحف كالقرنبي ... إلى تيمية كعصا المليل
المليل: كل شيء صلّيته النار فقد مللته، ومن هذا قيل: خبز مليل لأنه يملّ في النار، والعصا التي تحرك بها الخبزة في النار. والقرنبي: خنيفس طويل القوائم.
30 إذا كشرت إليه بقول: بلوي ... بلا حسن كشرت ولا جميل
31 تشين الزعفران عروس تيم ... وتمشي مشية الجعل الزّحول
الزحول: الذي يتراجع إلى ورائه
32 يقول المجتلون عروس تيم ... شوا أم الحبين ورأس فيل
أم الحبين: أعظم من العظاءة. يقول: قوائمها دقاق مثل أم حبين
33 ولو غسلت بساقيتي دجيل ... لقالت: ما اكتفيت من الغسول
34 وما يزداد ريحك غير خبث ... وما يزداد قنبك غير طول
35 فقنبك إن قعدت به تثنّى ... فمدى القنب قائمة فبولي
36 إذا ما استعبرت كلحت إليه ... بقحفٍ في عينية مستبيل
ع: أراد رأسها وشبه رائحته برائحة العنية: وهي قطران وأخلاط وبول
شبه رأسها ونتن فمها برائحة العنية













مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید