المنشورات

أرق العيون فنومهن غرار ... إذ لا يساعف من هواك مزار

قال جرير يمدح يزيد بن عبد الملك:
1 أرق العيون فنومهن غرار ... إذ لا يساعف من هواك مزار
2 هل تبصر النّقوين دون مخفق ... أم هل بدت لك بالجنينة نار
3 طرقت جعادة واليمامة دونها ... ركبًا ترجم عنهم الأخبار
ع: الرجم الظن
4 لو رزتنا لرأيت حول رجالنا ... مثل الحنى أملها الأسفار
5 نزع النجائب سموة من شدقم ... والأرجى وجدها النّظار
وروى عمارة: قرع النجائب. وقوله: نزع، يقول: أشبهت النجائب هذه الفحول، كما يقال: نزع إلى شبه أبيه
6 والعيس يهجمها الهجير كأنما ... يغشى المغابن والذفارى قار
يهجمها: يجلب عرقها. ومغابنها: أرفاغها واحدها مغبن
7 أنّى تحن إلى الموقّر بعدما ... فنى العرائك والقصائد رار
الموقر: من عمل دمشق بالبلقاء. والعرائك: الأسنمة. والقصائد:
أراد المخ القصيد وهو الممتلئ الجامس. والرار: الرقيق وأجود من هذا:
حتى انخن إلى الموقر
8 والعيس تسحجها الرحال إليكم ... حتى تعرق نقيها الأكوار
9 أمست زيارتنا عليك بعيدة ... فسقى بلادك ديمة مدرار
10 تروى الأجارع والأعازل كلها ... والنعف حيث تقابل الأحجار
ع: جمع أجرع: وهي الأرض ذات الرمل الأعزلان: واديان لبني كليب وبنى العدوية يقال لأحدهما الريان والأخر الظمآن. والنعف: نعف الرملة ونعف الجبل وهو ما تقدم منه وهو أيضًا ما استرق من الرمل من مقدّمه ومؤخّره.
11 هل حلت الوداء بعد محلنا ... أو أبكر البكرات أو تعشار
والأبكر: أحجار ضخام أمثال البيوت. وتعشار: جبل لبنى ضبة.
12 أو شبرمان يهيج منك صبابة .. لما تبدل ساكن وديار
وشبرمان: قرى لبنى ضبة وحنظلة، والقرى: مدفع الماء ومجامعه.
13 وعرفت منتصب الخيام على بلى ... وعرفت حيث تربّط الأمهار
14 علقتها إنسية وحشية ... عصماء لو خضع الحديث نوار
ويروى: لم تضع الحديث نوار. ع: يريد أنها تحفظ السر.
جعل عصماء: أسمًا لها شبهها بالأروية: وهي الأنثى من الوعول والعصمة بياض في اليدين وكذلك الوعول. يقول: فهي إنسية ما لم تبغ ريبة، فإذا خضع لها في الحديث كانت كالأروية النافر التي لا يقدر عليها. والخضوع في الحديث: التعريض بما لا خير فيه.
15 فترى مسارب حولها حرم الحمى ... فالشرب يمنع والقلوب حرار
أبو عبد الله: مشارب وهي أجود المراعى والمسارب المياه.
16
قد رابنى ولمثل ذاك يريبني ... للغانيات تجهم ونفار
تجهم ع: الاستقبال بما يكره
17 ولقد رأيتك والقناة قويمة .. إذ لم يشب لك مسحل وعذار
18 والدهر بدل شيبه وتحنيا ... والدهر ذو غير له أطوار
ع: أي يغير. والغير: في غير هذا: قبول الدية.
متن: ويروي ذو عقب.
19 ذهب الصبا ونسين إذ أيامنا ... بالجهلتين وبالرغام قصار
20 مطل الديون فلا يزال مطالب ... يرجو القضاء وما وعدن ضمار
والضمار: النسيئة
21 يا كعب قد ملأ الصدور مهابة ... ملك تقطّع دونه الأبصار
تقطع: تغضى وتكف هيبة له. وكعب: حاجب يزيد بن عبد الملك
22 هل مثل حاجتنا إليكم حاجة ... أو مثل جارى بالموقر جار
23 حلمًا ومكرمة وسيبًا واسعًا ... وروافد حلبت إليك غزار
ع: الرفد: القدح العظيم الذي يحلب فيه اللبن. والرفد: العطاء أيضًا، مأخوذ من هذا، أراد تحلبت إليك: أي حلبت منك.
24 بدر علا فأنار، ليس بآفل ... نور البرية ما له استسرار
25 لما ملكت عصا الخلافة بيّنت ... للطالبين شمائل ونجار
26 ساس الخلافة حين قام بحقها ... وحمى الذمار فما يضاع ذمار
27 ويزيد قد علمت قريش أنه ... غمر البحور إلى العلا سّوار
28 وعروق نبعتكم لها طيب الثرى ... والفرع لا جعد ولا خوّار
الجعد: القصير. أراد أن فرعه طويل قوى. ويروي: لا جحد.
والجحد: القليل الناقص الضعيف
29 إن الخليفة لليتامى عصمة ... وأبو العيال يشفه الإقتار
الواو ها هنا وقت ليست بعاطفة، كأنه قال: حين أبو العيال. يشفه: يوجع قلبه
30 صلى القبائل من قريش كلّهم ... بالموسمين عليك والأنصار
31 ترضى قضاعة ما قضيت وسلمت ... للاضى بحكمك حمير ونزار
32 قيس يرونك ما حييت لهم حيا ... ولآل حندف ملكك استبشار
ويروى استيثار
33 ولقد جربت فما أمامك سابق .. وعلى الجوالب كبوة وغبار
وروى أبو عبد الله: وعلا الحواجب هبوة وغبار، من العلو. الهبوة: أدق من الغبار. ع: الجوالب: التي تجلب على الخيل من ورائها.
34 آل المعلب فرطوا في دينهم ... وطغوا كما فعلت ثمود فباروا
35 إن الخلافة يابن دحمة دونها ... لجج تضيق بها الصدور غمار
ابن دحمة: يزيد بن المهلب، أمّه دحمة.
36 ودعا المزون على ابن دحمة إذرأوا ... قتلى كأن خصاهم الفخار
37 هل تذكرون إذ الحساس طعامكم ... وإذ الصّفاوة أرضكم وصحار
الحساس: سمك صغار. والصّفاوة وصحار: من أرض عمان.
38 رقصت نساء بنى المهلب عنوة ... رقص الرئال وما لهن خمار
39 لما أتوك مصفّدين أذلة ... شفى النفوس وأدرك الأوتار












مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید