المنشورات

ما هاج شوقك من عهود رسوم ... بادت معارفها بذى القيصوم

قال جرير يمدح أبا شاكر مسلمة بن هشام بن عبد الملك، وأمه: أم حكيم بنت يحي بن الحكم بن أبي العاص. وأم هشام: عائشة وتكنى أم هشام بنت إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية، وهو جادع حمزة:
1 ما هاج شوقك من عهود رسوم ... بادت معارفها بذى القيصوم
2 هجن الهوى ومضى لعهدك حقبة ... وبلين غير دعائم التخيم
3 ولقد نراك وأنت جامعة الهوى ... إذ عهد أهلك كان غير ذميم
4 فسقيت من سبل الثريا ديمة ... أووبل مرتجس الرباب هزيم
5 قد كدت يوم قشاوتين من الهوى ... تبدى شواكل سرك المكتوم
ع: الشاكلة: هي الجنب، أراد تبدى بعضه.
6 آلى أمبرك لا يرد تحية ... ماذا بمن شعف الهوى برحيم
7 كنا نواصلكم بحبل مودة ... فلقد عجبت لجبلنا المصروم
8 ولقد رأيت وليس شيء باقيًا ... يومًا ظغائن سلوة ونعيم
ع: السلوة: ألا يكون في العيش غم.
9 فإذا احتملن حللن أوسع منزل ... وإذا اتصلن دعون يال تميم
10 وإذا وعدنك نائلا أخلفنه ... وإذا طلبن لوين كل غريم
11 فاعصى ملام عوازل ينهينكم ... فلقد عصيت إليك كل حميم
12 ولقد توكل بالسهاد لحبكم ... عين تبيت قليلة التهويم
13 إن امرءًا منع الزيارة منكم ... حنقًا لعمر أبيك غير حليم
14 يرمين من خلل الستور بأعين ... فيها السقام وبرء كل سقيم
15 يا مسلم المتضيقون إليكم ... أهل الرجاء طلبت والتكريم
ع: أراد من تضيف إليكم. أبو عبد الله المتضيفين بالنصب، أراد: طلبت إليكم أهل الرجاء.
16 كم قد قطعن إليك من ديمومة ... قفرٍ وغول صحاصح وحزوم
أبو عبد الله: غول: وهو البعد.
17 لا يأمنون على الأدلة هولها ... إلا بأشجع صادق التصميم
18 كيف الحديث إلى بني داوية ... متعصبين لدى خوامس هيم
يقول: شجاع مصمم على أمره
إلى بني سفر متعصبين: متعممين. رجع يخاطب خيالًا طرقه، فخاطب الخيال: فكيف حديثك إلى بني سفر عرسوا فرموا بأنفسهم في آخر الليل لم ينقضبوا عمائمهم ولم يحطوا رحالهم. والخوامس. التي ترد الماء بعد خمس. والهيم: العطاش.
19 أبصرت أن وجوههم قد شفها ... مالا يشفك من سرى وسموم
20 ويقول من وردت عليه ركابنا ... أمن الكحيل بهن لون عصيم
21 تشكو جوالب داميات بالكلى ... أو بالصفاح وغاربٍ مكلوم
جلب الجرح وأجلب: إذا جف رأسه
22 حتى استرحن إليك من طول السرى ... ومن الحفا وسرائح التخديم
23 نام الخلى وما تنام همومي ... وكأن ليلي بات ليل سليم
24 إن الهموم عليك داءً داخل ... حتى تفرج شكها بصريم
25 ما أنصف المتوددون لي الزدى ... وحميت كل حمى لهم وحريم
26 لو يقدرون بغير ما أبليتهم ... لسقيت كأس مقشبٍ مسموم
ع: يقول: أن أبليتهم خيرًا ولو يقدرون على أن يقتلوني قتلوني.
المقشب: لاسم المخلوط يخلط بأخلاط تعينه.
27 ووجدت مسلمة الكريم نجارة ... مثل الهلال أغر غير بهيم
28 أنت المؤمل والمرجى فضلة ... يابن الخليفة وابن أم حكيم
29 للبدر وابن غماسة ربعية ... أصبحت أكرم ظاعن ومقيم
30 ونبات عيصكم له طيب الثرى ... وقديم عيصك كان خير قديم
ع: أراد اشتباك النسب شبهه بالشجر الملتف
31 لما نزلت بكم عرفتم حاجتي ... فجبرت عظمى واستجد أديمى
32 ولقد حبوني بالجياد وأخدموا ... خدمًا إلى مئة بهازر كوم
البهازر: العظام الكرام الغزار، واحدها بهزرة وبهزرة
33 حييت وجهك بالسلام تحية ... وعرفت ضرب كريمة لكريم
34 والله فضل والديك فأنجبا ... وعددت خير خؤولة وعموم
35 أرضيتنا وخلقت نورًا عاليًا ... بالسعد بين أهلة ونجوم
36 أنت ابن معتلج الأباطح فافتخر ... من عبد شمس بدروة وصميم
معتلجها: حيث يجتمع إليه السبل ويستقر: وهو مستقرها ووسطها، وكذلك معتلج الرمل مجتمعه ومتراكمة.
37 ولقد بنى لك في المكارم والعلى ... آل المغيرة من بني مخزوم
38 وبآل مرة رهط سعدى فافتخر ... منهم بمكرمة وفضل حلوم
ع: سعدى: بنت الحارث بن عوف بن أبى حارثة المرى وهي أم يحيى بن الحكم بن أبى العاصى.
39 المانعين إذا النساء تبذلت ... والجاسرين بمضلع المغروم
الجاسرين: من الجسور المحتمل للثقل الفادح القوى عليه. والناقة سميت جسرة من هذا لقوتها.
40 ما كان أحد لهم مستنكرًا ... فك العناة وحمل كل عظيم
41 وبنى لمسلمة الخلائف في العلا ... شرفًا أقام بمنزل معلوم












مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید