المنشورات

أكلفت تصعيد الحدوج الروافع ... كأن خبالى بعد برء مراجعى

قال جرير:
1 أكلفت تصعيد الحدوج الروافع ... كأن خبالى بعد برء مراجعى
2 قفا نعرف الربعين بين مليحة ... وبرقة سلمانين ذات الأجارع
سلمانين: واد للتيم والأجرع والجرعاء: ذات الرمل اللين.
3 سقى الغيث سلمانين والبرق العلا ... إلى كل واد من مليحة دافع
4 أرجعت من عرفان ربع كأنه ... بقية وشم في متون الأشاجع
أي: أرجعت البكاء. الترجيع: ترجيع الصوت وتحسينه.
5 متى أنت مهتاج بحلمك بعدما ... وصلت به حبل القرين المنازع
6 إذا ما رجا الظمآن ورد شريعة ... ضربن حبال الموت دون الشرائع
7 إذا قلن ليست للرجال أمانة ... وفينا فلم ننقص عهود الودائع
8 سقين البشام المسك ثم رشفنه ... رشيف الغريريات ماء الوقائع
يقال: رشف يرسف رشيفًا ورشفًا ورشفانًا - ونشف ينشف نشفًا لا غير.
9 لقد هاج هذا السوق عينًا مريضة ... ونوح الحمام الصادحات السواجع
10 فذكرن ذا الإعوال والشوق ذكرة ... فهيجن ما بين الحشا والأضالع
11 ألم تلك قد خبرت أن شطت النوى ... بأنك يومًا عندها غير جازع
12 فلما استقلوا كدت تهلك حسرة ... وراعتك إحدى المفظعات الروائع
المفظعات: الشاقة. الحسرة: أن تحسر على الشيء يفوتك.
13 سمت بي من شيبان أن نزيعة ... كذلك ضرب المنجبات النزائع
14 فلما سقيت السم خنزير تغلب ... أبا مالك جدعت قين الصعاصع
15 رميت ذوى الأضغان حتى تناذروا ... حماى وألقى قوسه كل نازع
16 فإنى بكى الناظرين كليهما ... طبيب، وأشفى من نسا المتظالع
17 إذا ما استضافتنى الهموم قريتها ... زماعى، وليل الذاملات الهوابع
زماعه: انكماشه وسرعته وجده. والهوابع: التي تجتهد في العدو حتى
تكاد تنكبّ يقال: جاءنا يتهبّع: إذا جاء مسرعًا. وزعم عمارة أن الهبع فوق العنق ودون الذميل.
18 حراجيج بعلفن الذميل كأنها ... معاطف نبع أو حنى الشارجع
أراد أو ما يحنى على الشراجع من العيدان، والشرجع: السرير الذي يحمل عليه الموتى.
19 إذا بلغ الله الخليفة لم تبل ... شقاط الرزايا من حسير وظالع
20 سمونا إلى بحر البحور ولم نسر ... إلى ثمد من مغرض العين قاطع
القاطع: الذي لا يبقى ماؤه، وكذلك ابمغرض.
21 تؤمّ عظام الجم عادية الجبا ... على الطرق المستوردات المهابع
المهيع: الواضح وكذلك الحنان والطريق النهام: إذا كان واضحًا
22 فلما التقى وفدا معد عرضتهم ... بسجلين من آذيك المتادفع
23 وأنت ابن أعياص تمكن في الذّرا ... وأنت ابن سيل الراسيات الفوارع
24 علوت من الأعياص في متمنع ... مقايسة طالت مداد المذارع
هذا رده على المذاره أراد: من قايسك مقايسة طالته أعياصك إياه، أي كانت أطول من مداد المذارع: وهو الذي يمادك بالمجد ويزعم أنه أرفع بناء منك. أراد بالمذارع الذي يذارعه أيهما أطول مجدًا وأرفع.
25 فلما تربلت الخلافة أقبلت ... عليك بأبواب الأمور الجوامع
26 تبحبح هذا الملك في مستقره ... فليس إلى قوم سواكم براجع
27 وضاربتم حتى شفيتم من العمى ... قلوبًا وحتى جازنقش الطوابع
28 فقد سرني أن لا يزال يزيدكم ... يسير بأمر الأمة المتتابع
29 أتتك قريش لاجئين وغيرهم ... إلى كل دفء من جناحك واسع
30 ويرجو أمير المؤمنين وسيبه ... مراضيع مثل الريش سفع المدامع
أراد النساء اللاتي يرضعن أولادهن والسفعة: سواد في الخد إلى الحمرة.
وقوله: مثل الريش: أراد في خفتها من الهزال.












مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید