المنشورات

ألاحى ليلى إذ أجد اجتنابها ... وهرك من بعد ائتلاف كلابها

قال جرير يهجو الأخطل:
1 ألاحى ليلى إذ أجد اجتنابها ... وهرك من بعد ائتلاف كلابها
2 وكيف بهند والنوى أجنبية ... طموح تنائيها عسير طلابها
3 فليت ديار الحي لم يمس أهلها ... بعيدًا ولم يشحج لبين غرابها
4 أحلا عن برد الشراب وقد نرى ... مشارع للظمآن يجرى حبابها
5 ونخشى من الأعداء أذنًا سميعة ... توجس أو عينًا يخاف ارتقابها
6 كان عيون المجتلين تعرضت ... لشمس تجلى يوم دجن سحابها
7 إذا ذكرت للقلب كاد لذكرها ... يطير إليها، واعتراه عذابها
8 فهل من شفيع أو رسول بحاجة ... إليها وإن صدت وقل ثوابها
9 بأن الصبا يومًا يمنعج لم يدع ... عزاة لنفس ما يداوى مصابها
10 ويومًا بسلمانين كدت من الهوى ... أبوح وقد زمت لبين ركابها
11 عجبت لمحزون تكلف حاجةً ... إليها فلم يردد بشيءٍ جوابها
12 حمى أهلها ما كان منا فأصبحت ... سواءً علينا نأيها واقترابها
13 أبا مالك: مالت برأسك نشوة ... وبالبشر قتلى لم تطهر ثيابها
14 فمنهم مسجى في العباءة لم يمت ... شهيدًا وداعى دعوة لا يثابها
15 فإن نداماك الذين خذلتهم ... تلاقت عليهم خيل قيس وغابها
16 إذا جاء روح التغلبى من استه ... دنا قبض أرواح خبيث مأبها
17 ظللت تقئ الخندريس وتغلب ... مغانم يوم البشر يحوى نهابها
18 وألهاك في ماخور حزة فرقف ... لها نشوة يمسى مريضًا ذبابها
الخندريس: القديمة. والقرقف: التي تقرقف صاحبها تأخذه عليها الرعدة.
والنشوة: ها هنا الرائحة، والنشوة: السكر. وقوله: ذبابها، يقول: إذا شمها الذباب مرض.
19 وأسلمتم حظ الصليب وقد رأوا ... كتائب قيس تستدير عقابها
20 لقد تركت قيس ديارًا لتغلب ... طويلًا بشط الزابيين خرابها
21 تمنت خنازير الجزيرة حربنا ... وقد جحرت من زأر ليث كلابها
22 عجبت لفخر التغلبى وتغلب ... تؤدى جزى النيروز خضعًا رقابها
23 أيفخر عبد أمه تغلبية ... وقد أخضر من أكل الخنانيض نابها
24 غليظة جلد المنخرين مصنة ... على أنف خنزير يشد نقابها
مصنة: من الصنان: وهو الدفر، يقال: جاءنا مصنا: إذا جاء شامخًا بانفه، وأنشد:
أإبلى تختلها مصنا ... خافض سن ومشيلاص سنا
أراد أنه كان مصدقًا عليهم فكان يأخذ بنت لبون ويقول: هي بنت مخاض، ويأخذ جذعة ويقول: هي بنت لبون، وكذلك أصنت الناقة والشاة: إذا صار الولد الدبر فيعاد إلى مخرجه. والمصلّ: اللحم المنتن، يقال: صل اللحم وأصل وخم وأخم، وقال الحطيئة.
ذاك امرؤ يبذل ذا قدره ... لا يفسد اللحم لديه الصّلول
25 جعلت على أنفاس تغلب غمة ... شديدًا على جلد الأنوف اعتصابها
26 وأوقدت نارى يالحديد فأصبحت ... يقسم بين الظالمين عذابها
27 وأصعر ذى صاد شفيت بصكةٍ ... على الأنف أو بالحاجبين مصابها
الصعر: التواء الخد تكبرًا. والصاد والصيد: واحد: وهو داء يصيب أنف البعير، فيرفع رأسه فلا يكاد يخفضه فيشبه المتكبر بذاك. ومصابها: موقعها، يقال: صاب السهم: إذا قصد ومصاب السحاب بمكان كذا وكذا: أي موقعه.
28 أبا مالك ليست لتغلب نجوة ... إذا ما بحور المجد عب عبابها
29 إذا حلى بيتي بين قيس وخندف ... لقيت قرومًا لم تديث صعابها
التدييث والتمييث والتخييس والتذليل واحد والمخيس من هذا والمخيس: المحبوس والمخيس: الحبس.
30 كذلك أعطى الله قيسًا وخندفًا ... خزائن لم يفتح لتغلب بابها
31 ومنا رسول الله حقا ولم يزل ... لنا بطن بطحاوى منى وقبابها
32 وإن لنا نجدًا وغور تهامة ... نسوق جبال العز شما هضابها













مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید