المنشورات

أراح الحى من إرم الطِّراد ... كما أبقوا لعينك من سواد

قال يمدح عبد العزيز بن الوليد:
1 أراح الحى من إرم الطِّراد ... كما أبقوا لعينك من سواد
2 أرائى الكاشحين وأتقيهم ... كأنى كاشح لهم معادى
3 تقرَّبنا فلا طمعٌ قريب ... وباعدنا فزدت على البعاد
4 وما باليت يوم رأيت دمعى ... له سبلٌ يفيض على نجادى
5 فيا لك إذ تجاوز خير جار ... وإذ وادى سليكة خير وادى
6 إلى عبد العزيز شكوت جهدًا ... من البيضاء أو زمن القتاد
البيضاء: السنة التى لا خضراء فيها. وسنة القتاد: أن يضطروا إلى رعى القتاد فيلهبوا النار فتأكل النار شوكه ثم ترعاه الإبل.
7 سنين مع الجراد تعرّقتنا ... فما تبقى السنون مع الجراد
8 ولولا فضل نائله علينا ... لما أحيا بنىَّ ولا تلادى
أحيا: أخصب. وتلاده: ماله القديم.
9 ولم يعشر نداك أبو عدىّ ... ولا كعب بن مامة من إياد
10 سنشكر من له أثر علينا ... كآثار الولىِّ على العهاد
العهاد: الوسمي بعينه. والولىّ: ما كان من مطر بعد الوسمى حتى تنقضى السنة فذلك كله ولىّ والوسمىّ: أول مطر يقع في الأرض وله سبعة أنجم: الفرع المؤخر والحوت والشرطان والبطين والثريا: وهى النجم والدبران والهقعة، والوسمىّ يسمى العهاد ثم يكون بعد الوسمى: الدفئ: وهو مطر الشتاء، وه والربيع وأنجمه: الهنعة والذراع والنثرة والطرف والجبهة والزبرة وهى الخراتان والصرفة: آخر مطر الشتاء، يقال: إذا سقطت الصرفة قيل نظرت الأرض بإحدى عينيها، فإذا سقطت الصرفة قيل نظرت الأرض بعينيها كلتيهما لاستقبال الصيف وتقضى الشتاء واستحلاس الأرض وتناول المال. ثم أنجم الصيف: العوا، والسماك والغفر والزبانيان والإكليل والقلب والشولة فهذه كواكب الصيف فإذا استهلت هذه الأنجم بعد ما قد مضى، وثق الناس بالحيا ثم بعد الصيف: مطر الحميم: وهو بأربعة أنجم وهو مطر القيظ. أولهن النعايم ثم البلدة ثم سعد الذابح ثم سعد بلع فهذه أنجم الحميم، وإنما سمي الحميم لأنه مطر يكون في أيام حارة، وقد هاجت الأرض، فتنشر عليه الأرض فإذا رعته الماشية لم تكد تسلم، فأصابها الهرار والسهام، والهرار: هو سلال الماشية وذاك أن تشرب الماء فلا تروة، فتسلح حتى تموت، فالسهام تبرأ منه والهرار: لا تكاد تبرأ منه. ثم أنجم الخريف ثلاثة: فأولهن: سعد السعود وسعد الأخبية وفرغ الدلو المقدم، والبوارح أربعة أولهن: النجم وهى الثريا ثم الدبران والجوزاء والشعرى فهذا لب القيظ ووغرته وشدة حره.
11 دعوتك واليمامة دون أهلى ... ولولا البعد أسمعك المنادى
12 على علياء ترفع خير نار ... وتقدح بالورىِّ من الزناد
13 إذا ما خفت رد إلىّ نفسى ... وصار إلى مساكنه فؤادى
14 بدأنا في الزيارة ثم عدنا ... فلا بدئى جفوت ولا معادى
15 وقد كنا نحب جماد رهبى ... وما بين الوريعة والمقاد
16 وسلمانين نذكر من هوانا ... إلى الدور الدواخل في الجماد
17 وودعنا الحفائر من فليج ... وحيًّا يسكنون رحى الثماد
18 لقد طيبت نفسى عن صديقى ... وقد طيبت نفسيى عن بلادى
19 فأصبحنا وكل هوى إليكم ... يقعقع نحو أرضكم عمادي
ع: أراد: وكل هواى إليكم.
إذا ارتحل القوم قلعوا بيوتهم، وضمو عمدهم، قيل: قعقعت، وأنشد:
من يتجاوز يتقعقع عمده
ع: أراد: أى لا بد أن يفارقهم.
20 تقرّبنا من اليمن المهارى ... لعهدىِّ من النُّجب التِّلاد
ع: أراد: أن المهارى من اليمن.
21 يجاذبن البرين وهنَّ خوصٌ ... يطرن شوابك الزّبد الجعاد
ما تشبَّك على خطمها من الزبد.
22 إذا فتر الحداة مضين قدمًا ... وفى الخمس الجموح لهن حادى
الجموح: السير الشديد الذى لا نوم فيه ولا قرار.
23 يصادين الهواجر حين تحمى ... وحرباء الفلاة أحمُّ صادى
المصاداة والمدارة والمدالاة والمفاناة واحد.
يريد أنهن يدارين الهواجر، يسرن فى حرها فى الوقت الذى يسودّ فيه الحرباء ويعطش.
24 دأبن الليل نحوكم فلما ... تجلَّت من أواخره الهوادى
25 وقعن جوانحًا فى ظل ليل ... على مطويَّةٍ والصبح بادى
مطوية: أراد قوائمها طوتها للبروك.
كأن الصبح أبلق ذو حجول ... يشبّ وراء قنبلةٍ وراد
شبه بياض الفجر في غبَّر الليل - بقاياه - بفرس أبلق يشبّ فيبدو بياض بطنه. والقنبلة: الجماعة. والورد: جمع ورد.
27 وسيَّرنا قوافى آبدات ... غلبن مهلهلًا وأبا دواد
الآبدات: الوحشيات واحدها آبدة.
28 وجنُّ الخافقين يسرن فيهم ... سراع السير نازحة المعاد
يسرن: ينهضن. ع: أراد: جن المشرق والمغرب.
29 يشبَّه وقعهن مصمِّماتٍ ... سيوفًا هزها أخوا مراد














مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید