المنشورات

سوق ثمانين

دار بالجزيرة معروفة، قيل إن أصل تسميتها نزول أهل السفينة فيها، عند خروجهم عنها، وكان عددهم ثمانين. قال ابن الكلبىّ، عن أبيه، عن أبى صالح، عن ابن عبّاس: كان فى السفينة مع نوح ثمانون إنسانا.
قال: والدليل على ذلك قوله تعالى: «يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا، وَبَرَكاتٍ عَلَيْكَ وَعَلى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ»
، وقوله تعالى حكاية عن قوم نوح: «أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ»
. فقد كان منهم تبع، ولم يكن الله ليهلكهم وهم مؤمنون. وقد قيل إن عددهم كان ثمانية نفر، فسمّوها بعددهم.
وقال أمية بن أبى الصّلت فى ذلك: ألا لا تفوت البرّ رحمة ربّه ... ولو «1» كانت تحت الأرض سبعين واديا
كرحمة نوح يوم حلّ بسبعة ... لمهبطه كانوا جميعا ثمانيا
أراد ثمانية، ولكنّه كنّى عن الأنفس، كما قال تعالى: «يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً»
؛ ويعرف الموضع الآن «بسوق ثمانين» ، فهو أوّل مجمع بنى أو عرّش بعد الغرق، ولم يوجد تحت الماء قرية فيها بقية سوى نهاوند، وترجمتها: «وجدت كما هي، لم تتغيّر» ، وأهرام الصّعيد وبرابيها، وهى التى بناها هرمس الأوّل، والعرب تسمّيه إدريس، وكان قد ألهمه الله تعالى علم النجوم، فنظر إلى اقتراب أوساط النجوم من نقطة الاستواء الربيعىّ، أعنى رأس الحمل، فحسبها فوجدها تجتمع بأوساطها فى آخر دقيقة من الحوت، فعلم أن ستنزل بالأرض آفة من جنس البرج، وهو مائىّ، أو بنار، لمجاورة برج الحمل النارىّ، ونظر إلى الأوجات «2» ، فوجد أوج القمر فى الأسد «3» بارزا، ليس من الكواكب، فعلم أنه ستبقى من العالم بقية، يحتاجون فيها «4» بعد إلى علمه، فبنى هو وأهل عصره الأهرام والبرابى، وكتب علمه فيها.
 

مصادر و المراجع :

١- معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع

المؤلف: أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي (المتوفى: 487هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید