المنشورات

إذا شاع السلام بدار قوم ... فليس على عزولاة السلام

قال: ونزل جرير قرية يقال لها عزولاه بقرَّان من اليمامة ببنى مازن، فحط رحله على باب الأخزم بن أخضر بن وائل، فعبث براحلته الصبيان؛ فتحول، فعبر وادي قرَّان إلى رجل، يقال له: عبد الله بن بدر السُّحيمى، فنحر له، وأكرمه. وجاء الأخزم بن الأخضر، فقال لأهله: ما هذا المناخ الذي أرى؟ قالوا: إنسان يقال له جرير بن الخطفى أناخ، فعبث براحلته الصبيان، فتحول، فبلغنا أنه نزل عند عبد الله. فذهب، فنظر إليه، وقد نحر له، فنادى: يا سوء صباح بني مازن، وكان مطاعًا في قومه مسوَّدًا، فلم يترك بكرًا ولا ثيبًا إلا صاح بهن، حتى أنزلهن على أكمة، يقال لها تخنم وهي بأعلى قران، منقطعةٌ منها. فقال: إذا قلت لكم قد جاء، فانهضن إليه، فصحن، والطمن الوجوه، وقلن يا سوء صباح نسوة بني مازن، وتعوَّذن به. ففعلن ذلك وكان قد بدأ، فقال:
1 إذا شاع السلام بدار قوم ... فليس على عزولاة السلام
2 منيزلةٌ تبرَّا الله منها ... بها من مازن نفرٌ لئام
فقال جرير: أما البيتان فقد مضيا، وقد وهبت لكنَّ ما سوى ذلك. ونحر له الأخزم وأكرمه، وأقام جرير يومه ذلك عنده، حتى ارتحل من الغد.













مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید