المنشورات

أقلى اللوم عاذل والعتابا ... وقولي إن أصبت لقد أصابا

قال جرير يهجو الراعي النميري
1 أقلى اللوم عاذل والعتابا ... وقولي إن أصبت لقد أصابا
2 أجدَّك ما تذكَّر أهل نجد ... وحيًّا طال ما انتظروا الإيابا
3 بلى فارفضَّ دمعك غير نزرٍ ... كما عيَّنت بالسَّرب الطبابا
4 وهاج البرق ليلة أذرعاتٍ ... هوًى ما تستطيع له طلابا
5 فقلت بحاجة وطويت أخرى ... فهاج علىَّ بينهما اكتئابا
6 ووجدٍ قد طويت يكاد منه ... ضمير القلب يلتهب التهابا
7 سألناها الشفاء فما شفتنا ... ومنَّتنا المواعد والخلابا
8 لشتَّان المجاور دير أروى ... ومن سكن السَّليلة والجنابا
9 أسيلة معقد السِّمطين منها ... وريَّا حيث تعتقد الحقابا
10 ولا تمشي اللئام لها بسرٍّ ... ولا تهدى لجارتها السِّبابا
11 أباحت أمُّ حزرة من فؤادى ... شعاب الحب إن له شعابا
12 متى أذكر بخور بنى عقال ... تبيَّن في وجوههم اكتئابا
13 إذا لاقى بنو وقبان غمًّا ... شددت على أنوفهم العصابا
14 أبى لي ما مضى لي في تميم ... وفي فرعي خزيمة أن أعابا
15 ستعلم من يصير أبوه قينًا ... ومن عرفت قصائده اجتلابا
16 أثعلبة الفوارس أو رياحا ... عدلت بهم طهيَّة والخشابا
17 كأن بنى طهيَّة رهط سلمى ... حجارة خارئ يرمى كلابا
18 رأين سواده فدنون منه ... فيرميهن أخطأ أو أصابا
19 فلا وأبيك ما لاقيت حبًّا ... كيربوع إذا رفعوا العقابا
20 وما وجد الملوك أعزَّ منا ... وأسرع من فوارسنا استلابا
21 إذا حربٌ تلقَّح عن حيالٍ ... ودرَّت بعد مريتها اعتصابا
22 ونحن الحاكمون على قلاح ... كفينا ذا الجريرة والمصابا
23 حمينا يوم ذي نجب حمانا ... وأحرزنا الصنائع والنِّهابا
24 لنا تحت المحامل سايغاتٌ ... كنسج الريح تطَّرد الحبابا
25 وذي تاج له خرزات سلكٍ ... سلبناه السُّرادق والحجابا
26 ألا قبح الإله بنى عقال ... وزادهم بغدرهم ارتيابا
27 أجيران الزبير برئت منكم ... فألقوا السيف واتخذوا العيابا
28 لقد عرَّ القيون دمًا كريمًا ... ورحلا ضاع فانتهب انتهابا
29 وقد قعست ظهورهم بخيل ... تجاذبهم أعنّتها جذابا
30 علام تقاعسون وقد دعاكم ... أهانكم الذي وضع الكتابا
31 تعشَّوا من خزيرهم فناموا ... ولم تهجع قرائبه انتحابا
32 أتنسون الزبير ورهط عوف ... وجعئن بعد أعين والرَّبابا
33 ألم تر أن جعثن وسط سعدٍ ... تسمَّى بعد قضَّتها الرُّحابا
34 تحزحز حين جاوز ركبتيها ... وهزَّ القزبرىَّ لها فغابا
إذا سقلت فتاة بنى تميم ... تلقَّم باب عضرطها التراب
36 ترى برصًا بمجمع إسكتيها ... كعنفقة الفرزدق حين شابا
37 وهل أمَّ تكون أشدَّ رعيًا ... وصرَّا من فقيرة واحتلابا
38 ومقرفة اللَّهازم من عقال ... يغرِّق ماء نخبتها الذُّبابا
39 تواجه بعلها بعضارطىِّ ... كأنَّ على مشافره جبابا
40 وخور مجاشع تركوا لقيطًا ... وقالوا حنو عينك والغرابا
41 وأضبع ذي معارك قد علمتم ... لقين بجنبه العجب العجابا
42 فإن مجاشعًا جمعوا فياشًا ... وأستاهًا إذا فزعوا رطابا
43 ولا أبيك ما لهم عقولٌ ... ولا وجدت مكاسرهم صلابا
44 وليلة رحرحان تركن شيبًا ... وشعثًا في بيوتكم سغابا
45 رضعتم ثم سال على لحاكم ... ثعالة حيث لم تجدوا شرابا
46 تركتم بالوقيط عضارطات ... تردِّف عند رحلتها الركابا
47 لقد خزى الفرزدق في معدّ ... فأمسى جهد نصرته اغتيابا
48 ولاقى القين والنَّخبات غمًّا ... ترى لوكوف عبرته انصبابا
49 أتوعدني وأنت مجاشعى ... ترى في خنث نخبته اضطرابا
50 فما هبت الفرزدق قد علمتم ... وما حقُّ ابن بروع أن يهابا
51 أعدَّ الله للشعراء منى ... صواعق يخضعون لها الرقابا
52 قرنت العبد عبد بنى نمير ... مع القيتين إذ غلبا وخابا
53 أتاني عن عرادة قول سوء ... فلا وأبى عرادة ما أصابا
54 وكم لك يا عراد من أمِّ سوءٍ ... بأرض الطلح تحتبل الزَّبابا
55 عرادة من بقية قوم لوط ... إلا تبَّا لما عملوا تبابا
56 لبئس الكسب نكسبه نميرٌ ... إذا استأنوك وانتظروا الإيابا
57 [أتلتمس السِّباب بنو نمير ... فقد وأبيهم لا قوا سبابا]
58 أنا البازى المدلّ على نمير ... أتحت من السماء لها اصبابًا
59 إذا علقت مخالبه بقرن ... أصاب القلب أو هتك الحجابا
60 ترى الطير العتاق تظلُّ منه ... جوانح للكلاكل أن تصابا
61 ولو وضعت فقاح بني نميرٍ ... على خبث الحديد إذًا لذابا
62 فلا صلَّى الإله على نمير ... ولا سقيت قبورهم السحابا
63 وخضراء المغابن من نمير ... يشين سواد محجرها النِّقابا
64 إذا قامت لغير صلاة وتر ... بعيد النوم أنبحت الكلابا
65 تطلَّى وهي سيئة المعرَّى ... بصنِّ الوبر تحسبه ملابا
66 كأن شكير نابت إسكتيها ... سبال الزطِّ علَّقت الرِّكابا
67 وقد جلَّت نساء بني نمير ... وما عرفت أناملها الخضابا
68 إذا حلَّت نساء بني نمير ... على تبراك خبَّثت الترابا
69 ولو وزنت حلوم بني نمير ... على الميزان ما وزنت ذبابا
70 فصبرًا يا تيوس بني نمير ... فإن الحرب موقدة شهابا
لعمر أبي نساء بني نمير ... لساء لها بمقصبتي سبابا
72 ستهدم حائطى قرماء منِّى ... قواف لا أريد بها عتابا
73 دخلن قصور يثرب معلمات ... لوم يتركن من صنعاء بابا
74 تطولكم حبال بني تميم ... ويحمى زأرها أجمًا وغابا
75 ألم نعتق نساء بني نمير ... فلا شكرًا جزين ولا ثوابا
76 أجندل ما تقول بنو نمير ... إذا ما الأير في است أبيك غابا
77 ألم ترني صببت على عبيدٍ ... وقد فارت أباجله وشابا
78 أعدُّ له مواسم حاميات ... فيشفى حرُّ شعلتها الجرابا
79 فغضّ الطرف إنك من نمير ... فلا كعبًا بلغت ولا كلابا
80 أتعدل دمنة خبثت وقلَّت ... إلى فرعين قد كثرا وطابا
81 وحقَّ لمن تكنفه نمير ... وضبَّة لا أبا لك أن يعابا
82 فلولا الغرُّ من سلفى كلاب ... وكعبٍ لا غتصبتكم اغتصابا
83 فإنكم قطين بني سليم ... ترى برق العباء لكم ثيابا
84 إذًا لنفيت عبد بني نمير ... وعلِّى أن أزيدهم ارتيابا
85 فيا عجبى أتوعدنى نمير ... براعى الإبل يحترش الضِّبابا
86 لعلك يا عبيد حسبت حربي ... تقلِّدك الأصرَّة والعلابا
78 إذا نهض الكرام إلى المعالى ... نهضت بعلبة وأثرت نابا
88 تنوِّخها بمحنية وحينًا ... تبادر حدّ درتها السِّقابا
89 تحن له العفاس إذا أفاقت ... وئعرفه الفصال إذا أهابا
90 فأولع بالعفاس بني نمير ... كما أولعت بالدَّبر الغرابا
91 وبئس القرض قرضك عند قيس ... تهجِّيهم وتمتدح الوطابا
92 وتدعو خمش أمك أن ترانا ... نجومًا لا تروم لها طلابا
93 فلن تسطيع حنظلتي وسعدي ... ولا عمري بلغت ولا الرِّبابا
94 قرومٌ تحمل الأعباء عنكم ... إذا ما الأمر في الحدثان نابا
95 هم ملكوا الملوك بذات كهفٍ ... وهم منعوا من اليمن الكلابا
96 إذا غضبت عليك بنو تميم ... حسبت الناس كلَّهم غضابا
97 ألسنا أكثر الثقلين رجلا ... ببطن منًى وأعظمه قبابا
98 وأجدر إن تجاسر ثم نادى ... بدعوى يال خندف أن يجابا
99 لنا البطحاء تفعمها السواقى ... ولم يك سيل أوديتي شعابا
100 فما أنتم إذا عدلت قرومى ... شقاشقها وهافتت اللُّعابا
101 تنحَّ فإن بحرى خندفّى ... ترى في موج جريته حبابا
102 يموج كالجبال فإن ترمه ... تغرَّق ثم يرم بك الجنابا
103 فما تلقى محلِّى في تميم ... بذى زلل ولا نسبى ائتشابا
104 علوت عليك ذروة خندفّى ... ترى من دونها تربًا صعابا
105 له حوض النبي وساقياه ... ومن ورث النبوة والكتابا
106 ومنا من يجيز حجيج جمع ... وإن خاطبت عزَّكم خطابا
107 ستعلم من أعز حمًى بنجد ... وأعظمنا بغائرة هضابا
108 أعزُّك بالحجاز وإن تسهَّل ... بغور الأرض تنتهب انتهابا
109 أتيعر يابن بروع من بعيد ... فقد أسمعت فاستمع الجوابا
110 فلا تجزع فإن بني نمير ... كأقوام نفحت لهم ذنابا
111 شياطين البلاد يخفن زأرى ... وحيَّة أريحاء لي استجابا
112 تركت مجاشعًا وبني نمير ... كدار السَّوء أسرعت الخرابا
113 ألم ترني وسمت بني نمير ... وزدت على أنوفهم العلابا
114 إليك إليك عبد بني نمير ... ولمَّا تقتدح مني شهابا














مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید