المنشورات

أزرت ديار الحىّ أم لا تزورها ... وأنَّى من الحىّ الجماد ودورها

ولما هجا الفرزدق بنى جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة برائية تعد من روائع شعره، أجابه جرير بهذه النقيضة يمدح بنى جعفر*:
1 أزرت ديار الحىّ أم لا تزورها ... وأنَّى من الحىّ الجماد ودورها
2 وما تنفع الدار المحيلة ذا الهوى ... إذا استنَّ أعرافًا على الدار مورها
3 كأنَّ ديار الحى من قدم البلى ... قراطيس رهبانٍ أحالت سطورها
4 كما ضربت فى معصم حارثيَّةٌ ... يمانيةٌ بالوشم باقٍ نؤورها
5 تفوت الرُّماة الوحش وهى غريرة ... وتخشى نوار الوحش ما لا يضيرها
6 لئن زلَّ يومًا بالفرزدق حلمه ... وكان لقيس حاسدًا لا يضيرها
7 من الحين سقت الخورخور مجاشع ... إلى حرب قيس وهى حام سعيرها
8 كأنك يا بن القين واهب سيفه ... لأعدائه والحرب تغلى قدورها
9 فلا تأمننَّ الحىَّ قيسًا فإنَّهم ... فنو محصنات لم تدنَّس حجورها
10 ميامين خطَّارون يحمون نسوةً ... مناجيب تغلو في قريش مهورها
11 ألا إنَّما قيسٌ نجومٌ مضيئةٌ ... يشقًّ دجى الظلماء بالليل نورها
12 تعدًّ لقيسٍ من قديم فعالهم ... بيوتٌ أواسيها طوالٌ وسورها
13 فوارس قيس يمنعون حماهم ... وفيهم جبال العز صعبٌ وعورها
14 وقيس هم قيس الأعنة والقنا ... وقيس حماة الخيل تدمى نحورها
15 سليم وذبيان وعبسٌ وعامر ... حصونٌ إلي عزِّ طوالٍ عمورها
16 ألم تر قيسًا لا يرام لها حمّى ... ويقضى بسلطانٍ عليك أميرها
17 ملوكٌ وأخوال الملوك وفيهم ... غيوث الحيا يحيى البلاد مطيرها
17 [لقد خزى للقين المحمَّمة استه ... وفي الغرِّ من أيام قيسٍ مبيرها]
18 فإن جبال العز من آل خندف ... لقيس فقد عزَّت وعزَّ نصيرها
19 ألم تر قيسًا حين خارت مجاشع ... تجير ولا تلقى قبيلا يجيرها
20 بني دارم من ردَّ خيلا مغيرةٌ ... غداة الصَّفا لم ينج إلا عشورها
12 وردتم على قيس بخور مجاشع ... فبرءتم على ساقٍ بطئ جبورها
22 كأنهم بالشِّعب مالت عليهم ... نضاد فأجيال الستور فنيرها
23 لقد نذرت جدع الفرذدق جعفرٌ ... إذا حزَّ أنف القين حلَّت نذورها
24 ذو والحجرات الشُّم من آل جعفر ... يسلَّم جانبها ويعطى فقيرها
25 حياتهم عزٌّ وتبنى لجعفر ... إذا ذكرت مجد الحياة قبورها
25 [وعرَّدتم عن جعفر يوم معبدٍ ... فأسلم والقلحاة عان أسيرها]
26 أتنسون يومي رحرحان وأمكم ... جنيبة أفراسٍ يخب يعيرها
27 وتذكر ما بين الضِّباب وجعفر ... وتنسون قتلى لم تقتَّل ثؤورها
28 لقد أكرهت زرق الأسنة فيكم ... ضحى سمهرياتٌ قليلٌ فطورها
29 فقلَّ غناء عنك في حرب جعفر ... تغنِّيك زرَّاعتها وقصورها
30 إذا لم يكن إلا قيون مجاشع ... حماةً عن الأحساب ضاعت ثغورها
31 ألم تر أنَّ الله أخزى مجاشعًا ... إذا ذكرت بعد البلاء أمورها
32 بأنَّهم لا محرمٌ يتَّقونه ... وأن لا يفي يومًا لجارٍ مجبرها
33 لقد بنيت يومًا بيوت مجاشع ... على الخبث حتى قد أصلَّت قعورها
34 فكم فيهم من سوأة ذات أفرخ ... تعدُّ وأخرى قد أتمَّت شهورها
35 إذا طرَّقت ينخوبة من مجاشع ... أتى دون رأس السَّابياء خزيرها
36 بنو نخباتٍ لا يفون بذمة ... ولا جارةٌ فيها تهاب ستورها
37 ولا تتقي غبَّ الحديث مجاشع ... إذا هي جاعت أو أمدَّت أيورها
38 وخبَّث حوض الخور خور مجاشع ... رواح المخازي نحوها وبكزرها
39 أفخرًا إذا رابت وطاب مجاشع ... وجاءت بتمر من حوارين عيرها
40 بنو عشرٍ لا نبع فيه وخروع ... وزنداهم أثلٌ تناوح خورها
41 وبكفي خزير المرجلين مجاشعًا ... إذا ما السَّرايا حثَّ ركضًا مغير لها
42 لقد علم الأقوام أن مجاشعًا ... إذا عرِّفت بالخزي قلَّ نكيرها
43 ولا يعصم الجيران عقد مجاشع ... إذا الحرب لم يرجع يصلح سفيرها
44 أفي كل يوم تستجير مجاشع ... تفرًّق نبل البعد أودى جفيرها
45 تفلَّق عن أنف الفرزدق عاردٌ ... له فضلاتٌ لم يجد من يقورها
46 وأبرأت من أم الفرزدق ناخسًا ... وقرد استها بعد المنام تثيرها
47 وفقَّأ عيني غالب عند كبره ... ... نوازي شرار القين حين يطيرها
48 وداويت من عرِّ الفرزدق نقبةً ... بنفط فأمست لا يخاف نشورها
49 وأنهلته بالسم ثم عللته ... بكأس من الذِّيفان مرِّ عصيرها
50 وآب إلي الأقيان ألأم وافد ... إذا جلَّ عن ظهر النَّجيبة كورها
51 أيومًا لما خور الفرزدق خزية ... ويومًا زاوني بابل وخمورها
52 إذا ما شربت لم تبل ... حياءً ولا يسقى عفيفًا عصيرها
53 تشَّبه من عادات أمك سيرةٌ ... بحبليك والمرقاة صعب حدورها
54 وما زلت يا عقدان باني سوأة ... تناجي بها نفسًا لئيما ضميرها
55 رأيتك لم تعقد حفاظًا ولا حجي ... ولكن مواخيرًا تؤدِّى أجورها
56 أثرت عليك المخزيات ولم يكن ... ليعدم جاني سوأة من يثيرها
56 [لقيت شجاعًا لم تلده مجاشعٌ ... وأخوف حيَّات الجبال ذكورها]
57 وتمدح سعدًا لا عليت ومنقرا ... لدى حرمل السَّيدان يحبو عقيرها
58 ودرَّت على عاسيي العروق ولم يكن ... ليسقى أفواه العروق درورها
59 دعت أمُّك العمياء ليلة منقر ... ثبورًا لقد ذلَّت وطال ثبورها
60 أشاعت بنجد للفرزدق خزيةٌ ... وغارت جبال الغور فيمن يغورها
61 لعمرك ما تنسى فتاة مجاشع ... ولا ذمة غرَّ الزبير غرورها
62 يلجِّج أصحاب السفين بغدركم ... وخوصٌ على مرّان تجرى ضفورها
63 تراغيتم يوم الزبير كأنكم ... ضباعٌ أصلَّت في مغار جعورها
46 ولو نحن عاقدنا الزبير لقيته ... مكان أنوق ما تنال وكورها
66 تدافع قدمًا عن تميم فوارسي ... إذا الحرب أبدى حدَّ نابٍ هريرها
67 فمن مبلغٌ عني تميمًا رسالةً ... علانيةً والنفس نصحٌ ضميرها
68 عطفت عليكم ودَّ قيس فلم يكن ... لهم بدلاً أقيان ليلى وكبرها













مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید