المنشورات

ألا حيِّ الديار بسعد أنِّي ... أحب لحبِّ فاطمة الديارا

قال يهجو الفرزدق:
1 ألا حيِّ الديار بسعد أنِّي ... أحب لحبِّ فاطمة الديارا
2 أراد الظاعنون ليحزنوني ... فهاجوا صدع قلبي فاستطارا
3 لقد فاضت دموعك يوم قوِّ ... لبينٍ كان حاجته أدكارا
4 أبيت الليل أرقب كلِّ نجم ... تعرَّض حيث أنجد ثم غارا
5 يحنُّ فؤاده والعين تلقى ... من العبرات جولاً وانحدارًا
6 إذا ما حلَّ اهلك يا سليمى ... بدارة صلصل شحطوا المزارا
7 فيدعونا الفؤاد إلي هواها ... ويكره أهل جهمة أن تزارا
8 كأنَّ مجاشعًا نخبا تنيبٍ ... هبطن الهرم أسفل من سرارا
9 إذا حلوا زرود بنوا عليها ... بيوت الذل والعمد القصارا
10 تسيل عليهم شعب المخازي ... وقد كانوا لسوأتها قرارا
11 وهل كان الفرزدق غير قرد ... أصابته الصواعق فاستدارا
12 وكنت إذا حللت بدار قوم ... رحلت بخزيه وتركت عارا
13 فهلاَّ غرت يوم أراد قوم ... أصابوا عقر جعشن أن تغارا
14 أتذكر صوت جعشن إذ تنادى ... ومنشدك القلائد والخمارا
15 ألم تخشوا إذا بلغ المخازي ... على سوءات جعشن أن تثارا
16 فإنَّ مجرَّ جعشن كان ليلا ... وأعين كان مقتله نهارا
17 فلو أيام جعشن كان قومي ... هم قوم الفرزدق ما استجارا
18 تزوجتم نوار ولم تريدوا ليدرك ... ثائرٌ بأبي نوارا
19 فدينك يا فرزدق دين ليلى ... تزور القين حجًّا واعتمارا
20 فظل القين بعد نكاح ليلى ... يطير على سبالكم الشرارا
21 نكحت على البعيث ولم أطلِّق ... فأجزأت التفُّرد والضِّرارا
22 نشدتك يا بعبث لتخبرنِّي ... أليلا نكت أمَّك أم نهارا
23 مربتم حربنا لكم فدرتِّ ... بذي علقٍ فأبطأت الغرارا
24 ألم أك قد نهيت على حفير ... بني قرطٍ وعلجهم شقارا
25 سأرهن يابن حادجة الرَّوايا ... لكم مد الأعنة والحضارا
26 يرى المتعبِّدون علىَّ دوني ... حياض الموت واللُّجج الغمارا
27 ألسنا نحن قد علمت معدٌّ ... غداة الرَّوع أجدر أن نغارا
28 وأضرب بالسيوف إذا تلاقت ... هوادي الخيل صاديةً حرارا
29 وأطعن حين تختلف العوالي ... بمأزول إذا ما النقع ثارا
30 وأحمد في القرى وأعزَّ نصرًا ... وأمنع جانبًا وأعزَّ جارا
31 غضبنا يوم طخفة قد علمتم ... فصفَّدنا الملوك بها اعتسارا
32 فوارسنا عتيبة وابن سعد ... وقَّواد المقانب حيث سارا
33 ومنا المعقلان وعبد قيس ... وفرسنا الذي منع الذَّمارا
34 فما ترجو النجوم بني عقال ... ولا القمر المنير إذا استنارا
35 ونحن الموقدون بكل ثغر ... يخاف به العدوُّ عليك نارا
36 أتنسون الزبير ورهن عوفٍ ... وعوفًا حين عزَّكم فجارا
37 تركت القين أطوع من خصيّ ... يعضُّ بأيره المسد المغارا














مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید