المنشورات

اللَّوْمِ وَالْمَعْذِرَةِ

يُقَالُ: لُمْتُ الرَّجُلَ عَلَى مَا أَتَى، وعَذَلْتُهُ، ولَحَيْتُهُ أَلْحَاهُ، وَأَنَّبْتُهُ، وَوَبَّخْتُهُ، وَعَنَّفْتُهُ، وبَكَّتُّه، وَقَرَّعْتُهُ، وثَرَّبْتُهُ، وَأَقْبَلْتُ عَلَيْهِ بِاللَّوْمِ، وَأَحَلْتُ عَلَيْهِ بِاللَّوْمِ، وَأَنْحَيْتُ عَلَيْهِ بِاللَّوْمِ،وَانْثَنَيْتُ عَلَيْهِ بِالْمَلامِ، ومَضَضْتُهُ بِالْمَلامِ، وأَوْجَعْتُهُ بِاللَّوْمِ، وَأَغْلَظْتُ عَلَيْهِ اللائِمَة، وَلُمْتُهُ لَوْماً عَنِيفاً، وعَذَلْتُهُ عَذْلا أَلِيماً، وَشَدَدْتُ عَلَيْهِ النَّكِير، وَصَدَقْتُهُ اللَّوْم وَالْعِتَاب، وَجَعَلْتُ عَلَيْهِ لِسَانِي مِبْرَداً.
وَقَدْ فَنَّدْتُ قَوْلَهُ، وفَيَّلْتُ رَأْيَهُ، وَسَخَّفْتُ عَقْلَهُ، وَقَبَّحْتُ فِعْلَهُ، وَسَوَّأْتُ عَمَله، وَأَنْكَرْتُ عَلَيْهِ فِعْلَتَهُ، وَذَمَمْتُ إِلَيْهِ رَأْيَهُ وَصَنِيعَهُ.
وَيُقَالُ: نَعَيْتُ عَلَيْهِ كَذَا أَنْعَاهُ أَيْ عِبْتُهُ عَلَيْهِ وَوَبَّخْتُهُ. وَإِنَّ فُلاناً لَمَلُوم عَلَى مَا صَنَعَ، وَقَدْ أََلام الرَّجُل، وَاسْتَلامَ، إِذَا أَتَى مَا يُلامُ عَلَيْهِ، وَيُقَالُ اِسْتَلامَ إِلَى الْقَوْمِ إِذَا أَتَاهُمْ بِمَا يَلُومُونَهُ عَلَيْهِ.
وَتَقُولُ: عَاتَبْتُ الرَّجُلَ عَلَى مَا فَعَلَ، وَأَنْكَرْتُ عَلَيْهِ فِعْلَهُ، وَعَرَّضْتُ لَهُ بِالنَّكِيرِ، وعَذَلْتُه عَذْلا لَطِيفاً، وَأَنَّبْتُهُ تَأْنِيباً رَفِيقاً، وَقَرَصْتُهُ بَعْض الْقَرْصِ، وَأَبَنْتُ لَهُ سُوءَ صَنِيعِهِ.
وَتَقُولُ هَذَا أَمْر لا تُعْذَرُ عَلَى فِعْلِهِ، وَلا تَتَّسِعُ لَك فِيهِ مَعْذِرَة، وَلا يَسَعُك فِيهِ عُذْر، وَأَمْر يَضِيقُ عَنْهُ نِطَاقُ الْعُذْرِ، وَلا يُمَهَّدُ لَك فِيهِ عُذْر، وَلا تَبْرَأُ فِيهِ مِنْ الْمَلامِ.
وَيُقَالُ:
فُلان مَا عِنْدَهُ عَذِيرَة أَيْ لا يَقْبَلُ عُذْراً. وَتَقُولُ عَيَّنْتُ الرَّجُلَ بِمَسَاوِئِهِ إِذَا بَكَّتَّهُ فِي وَجْهِهِ وَعَلَى عَيْنِهِ، وَقَدْ وَاجَهْتُهُ بِاللَّوْمِ، وكَفَحْتُهُ بِالْمَلامِ، وَكَافَحْتُهُ بِهِ، وَلُمْتُهُ مُوَاجَهَة، وَمُكَافَحَة.
وَفُلانٌ لا يَمُضّه عَذْل عَاذِل، وَلا يَعْمَل فِيهِ الْمَلام، وَلا يُحِيك فِيهِ الْعَذْل، وَلا يَرِيعُ لِنُصْحٍ، وَلا يُرْعِي إِلَى قَوْلِ قَائِلٍ، وَقَدْ مَرَدَ عَلَى الْكَلامِ، وَمَرَنَ عَلَيْهِ وَمَجَنَ عَلَيْهِ، إِذَا اِسْتَمَرَّ فَلَمْ يَنْجَعْ فِيهِ. وَيُقَالُ اِلْتَامَ الرَّجُل، وَاعْتَذَلَ، وارْعَوَى، إِذَا قَبِلَ اللَّوْم وَأَقْلَعَ عَنْ رَأْيِهِ.
وَيُقَالُ فِي خِلافِهِ: عَذَرْتُ الرَّجُلَ فِيمَا أَتَى، وَبَرَّأْتُهُ مِنْ الْمَلامِ، وَنَزَّهْتُهُ عَنْ الْعَذْلِ، وَقَبِلْتُ عُذْرَهُ، وَبَسَطْتُ عُذْرَهُ، وَمَهَّدْتُ عُذْره، وَوَطَّأْتُ لَهُ الْعُذْر.
وَقَدْ اِعْتَذَرَ إِلَيَّ مِمَّا فَعَلَ، وَأَلْقَى إِلَيَّ مَعَاذِيره، وَأَبْلانِي عُذْراً حَسَناً، وَلَمْ يَأْلُنِي فِي الأَمْرِ اِعْتِذَاراً، وَفِي الْمَثَلِ " الْمَعْذِرَة تُذْهِبُ الْحَفِيظَة ".
وَتَقُولُ: فُلانٌ مَعْذُورٌ فِيمَا صَنَعَ، وَقَدْ أَعْذَرَ الرَّجُل، وَوَجَدْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ عُذْراً بَيِّناً، وَحُجَّة وَاضِحَة، وَإِنَّهُ لوَاضِح وَجْه الْعُذْر، أَبْلَجوَجْه الْحُجَّةِ،وَقَدْ ظَهَرَ عَنْهُ اللَّوْمُ، وَانْفَسَحَ عَنْهُ اللَّوْم، وَنَفَضَ عَنْ نَفْسِهِ غُبَار اللَّوْم، وَهَذَا أَمْر لا تَبِعَةَ فِيهِ عَلَيْهِ، وَلا دَرَكَ، وَلا لَحَق، وَفِي الْمَثَلِ " رُبَّ مَلُوم لا ذَنْبَ لَهُ "، وَ " لَعَلَّ لَهُ عُذْراً " وَ " أَنْتَ تَلُومُ وَالْمَرْء أَعْلَمُ بِشَأْنِهِ ". وَتَقُولُ: عَذَرْتُ الرَّجُلَ مِنْ فُلانٍ أَيْ لُمْتُ فُلاناً وَلَمْ أَلُمْهُ، وَأَعْذَرَ الرَّجُل مِنْ نَفْسِهِ إِذَا فَعَلَ فِعْلا لا يُلامُ مَنْ يُوقِعُ بِهِ لأَجْلِهِ.

















مصادر و المراجع :      

١- نجعة الرائد وشرعة الوارد في المترادف والمتوارد

المؤلف: إبراهيم بن ناصف بن عبد الله بن ناصف بن عبد الله بن ناصف بن جنبلاط بن سعد الْيَازِجِيّ الْحِمْصِيّ نصراني الديانة (المتوفى: 1324هـ)

الناشر: مطبعة المعارف، مصر

عام النشر: 1905 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید