المنشورات

الصَّفْحِ وَالْمُؤَاخَذَةِ

يُقَالُ: صَفَحْتُ عَنْ الرَّجُلِ، وَصَفَحْتُ عَنْ جُرْمِهِ، وَعَفَوْتُ عَنْهُ، وَتَجَاوَزْتُ عَنْهُ، وتَغَمَّدْتُ ذَنْبه، وَضَرَبْتُ عَنْ إِسَاءَتِهِ صَفْحاً، وَضَرَبْتُ عَنْهُ صَفْحاً جَمِيلا، وأَغْضَيْتُ عَنْ ذَنْبِهِ، وَتَغَاضَيْتُ عَنْ جُرْمِهِ، وَتَجَاوَزْتُ عَنْ هَنَاتِهِ، واغْتَفَرْتُ جَرِيمَتَهُ، واغْتَفَرْتُ مَا فَرَطَ مِنْهُ إِلَيَّ، وَتَنَاسَيْتُ مَا كَانَ مِنْهُ، وَسَحَبْتُ
ذَيْلِي عَلَى هَفْوَتِه، وعَرَكْتُ إِسَاءَتَهُ بِجَنْبِي، وَجَعَلْتُ ذَنْبَهُ تَحْتَ قَدَمَيَّ، وَحَلُمْتُ عَنْهُ، ومَنَنْتُ عَلَيْهِ، وَوَهَبْتُ لَهُ فَعْلَتَهُ، وَأَقَلْتُهُ عَثْرَته، وَتَلَقَّيْتُ إِسَاءَته بِحِلْمِي، وَوَسِعْتُ جَرِيمَته بِحِلْمِي، وَعُدْتُ عَلَى جَهْلِهِ بِحِلْمِي، وَصَبَرْتُ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ، وَلَبِسْتُهُ عَلَى مَا فِيهِ، وَلَبِسْتُهُ عَلَى خُشُونَتِهِ، وَشَرِبْتُهُ عَلَى كُدُورَته، وَطَوَيْتُهُ عَلَى بُلَّتِهِ، وَعَلَى بَلالَتِهِ، وَطَوَيْتُهُ عَلَى غَرِّهِ، وَقَدْ لَبِسْتُ عَلَى قَوْلِهِ سَمْعِي، وَلَبِسْتُ عَلَى قَوْلِهِ أُذُنَيَّ، أَيْ سَكَتُّ عَلَيْهِ وَتَصَامَمْتُ، وَسَمِعْتُ كَذَا فَأَغْمَضْتُ عَنْهُ، وَعَلَيْهِ، وَغَمَّضْتُ تَغْمِيضاً، وَاغْتَمَضْتُ، أَيْ أَغْضَيْتُ وَتَغَافَلْتُ.
وَيُقَالُ: عَجَفْتُ نَفْسِي عَنْ فُلانٍ إِذَا اِحْتَمَلْتَ غَيَّهُ وَلَمْ تُؤَاخِذْهُ. وَتَقُولُ: اِسْتَغْفَرَ فُلان مِنْ ذَنْبِهِ، واسْتَقَالَني عَثْرَته، وَاسْتَصْفَحَنِي عَنْ زَلَّتِهِ، واسْتَوْهَبَني جُرْمَهُ، وَفِي الْمَثَلِ " الاعْتِرَاف يَهْدِمُ الاقْتِرَاف "، و " لا ذَنْبَ لِمَنْ أَقَرَّ ".
وَفُلانٌ عَفُوٌّ، صَفُوح، بَعِيد الأَنَاةِ، وَاسِع الْحِلْمِ، رَحْب الصَّدْرِ، رَحْب الأَنَاة. وَيُقَالُ أَعْرَفَ فُلان فُلاناً إِذَا وَقَفَهُ عَلَى ذَنْبِهِ ثُمَّ عَفَا عَنْهُ.
وَيُقَالُ فِي ضِدِ ذَلِكَ: آخَذْتُ الرَّجُلَ بِذَنْبِهِ، وَعَاقَبْتُهُ عَلَى جَرِيرَتِهِ، وَجَزَيْتُهُ بِإِسَاءَتِهِ، وَجَازَيْتُهُ، وَاقْتَصَصْتُ مِنْهُ، وَامْتَثَلْتُ مِنْهُ، وَانْتَقَمْتُ مِنْهُ، وانتصَفْتُ مِنْهُ، وَانْتَصَرْتُ مِنْهُ، وَاثَّأَرْتُ مِنْهُ، وَشَفَيْتُ مِنْهُ غَيْظِي، وَأَحْلَلْتُ بِهِ نِقْمَتِي، وَسَلَّطْتُ عَلَيْهِ بَأْس اِنْتِقَامِي، وَعَاقَبْتُهُ عُقُوبَةً مُوجِعَةً، وَعِقَاباً أَلِيماً، وَعَاقَبْتُهُ أَشَدَّ الْعُقُوبَةِ، وأَنْكَى الْعِقَاب، وَمَثَّلْتُ بِهِ، وَنَكَّلْتُ بِهِ، وَأَذَقْتُهُ مُرَّ النَّكَالِ، وَأَنْزَلْتُ بِهِ أَشَدّ النَّكَالِ، وَجَعَلْتُهُ مُثْلَة لِلنَّاظِرِينَ، وَعِظَة لِلْمُتَبَصِّرِينَ، وَعِبْرَةً فِي الْغَابِرِينَ، وَمَثَلاً وَأُحْدُوثَة فِي الآخِرِينَ.
وَيُقَالُ: هُوَ رَهْنٌ بِكَذَا، وَرَهِينَة بِهِ، وَرَهِين، وَمُرْتَهَن، أَيْ مَأْخُوذ بِهِ، وَقَدْ أُخِذَ فُلان بِجَرِيرَتِهِ أَيْ عُوقِبَ عَلَيْهَا، وَأَحَلَّ بِنَفْسِهِ، وَأَعَانَ عَلَى نَفْسِهِ، وَأَعْذَرَ مِنْ نَفْسِهِ، أَيْ اِسْتَحَقَّ الْعُقُوبَةَ، وَقَدْ ذَاقَ وَبَال أَمْرِهِ، وَنَالَ جَزَاء مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ، وَهَذَا أَقَلّ جَزَائِهِ، وَمَا أَجِدُ شَيْئاً أَبْلَغَ فِي عُقُوبَتِهِ مِنْ كَذَا.
وَيُقَالُ: عَذِيرِي مِنْ فُلان، وَمَنْ يَعْذِرُني مِنْ فُلان، أَيْ مَنْ يَعْذِرُني إِذَا كَافَأْتُهُ بِسُوءِ صَنِيعِهِ.
وَهَذَا أَمْر لا يَسَعُنِي الصَّبْرُ عَلَيْهِ، وَلا مَوْضِعَ مَعَهُ لِلْحِلْمِ، وَلا مَكَانَ لِلاحْتِمَالِ، وَهَذَا ذَنْب لا يَتَغَمَّدُهُ حِلْم، وَلا تَسَعُهُ مَغْفِرَة.
وَيُقَالُ: فُلانٌ لَيْسَ فِيهِ غَفِيرَة أَيْ لا يَغْفِرُ ذَنْب أَحَد، وَلَيْسَ فِيهِ عَذِيرَة أَيْ لا يَعْذِرُ أَحَداً.
وَتَقُولُ: أَنْمَيْتُ لِفُلان، وأَمْدَيْتُ لَهُ، وَأَمْضَيْتُ لَهُ، إِذَا تَرَكْتَهُ فِي قَلِيل الْخَطَإِ حَتَّى يَبْلُغَ أَقْصَاهُ فَتُعَاقِبَهُ فِي مَوْضِعٍ لا يَكُونُ لِصَاحِبِ الْخَطَإِ فِيهِ عُذْر.
وَتَقُولُ: فِي الْوَعِيدِ لأَفْرُغَنَّ لَك، وَلأَعْرِفَنَّ لَك ذَلِكَ، وَلأَعْصِبَنَّ سَلَمَتَك، وَلَتَجِدَنِّي عِنْدَ مَا سَاءَك، وَلَتَجِدَنَّ غِبَّهَا، وَلَتَنْدَمَنَّ عَلَى مَا فَعَلْتَ، وَلِتَعْلَمَنَّ نَبَأَهُ بَعْد حِين.
وَفِي النِّهَايَةِ وَفِي حَدِيثِ عَوْفِ بْنِ مَالِك: " لَتَرُدَّنَّهُ أَوْ لأُعَرِّفَنَّكَهَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ". أَيْ لأُجَازِيَنَّك بِهَا حَتَّى تَعْرِفَ سُوءَ صَنِيعِك، هِيَ كَلِمَةٌ تُقَالُ عِنْدَ التَّهْدِيدِ وَالْوَعِيدِ.
وَيَقُولُ الْمُتَوَعِّد بِالْقَتْلِ: لأَضْرِبَنَّ الَّذِي فِيهِ عَيْنَاك.














مصادر و المراجع :      

١- نجعة الرائد وشرعة الوارد في المترادف والمتوارد

المؤلف: إبراهيم بن ناصف بن عبد الله بن ناصف بن عبد الله بن ناصف بن جنبلاط بن سعد الْيَازِجِيّ الْحِمْصِيّ نصراني الديانة (المتوفى: 1324هـ)

الناشر: مطبعة المعارف، مصر

عام النشر: 1905 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید